في يوم 19 مارس من سنة 1962 أعلن وقف إطلاق النار عبر كافة ربوع الوطن، بناء على اتفاقية إيفيان، وبذلك حقق الشباب الذين قادوا ثورة نوفمبر النصر على فرنسا والحلف الأطلسي، وألحقوا بهما شر هزيمة، أنست فرنسا هزيمة ديان بيان فو. وذكرى هذا اليوم تتطلب منا أن نقف عندها وقفة تأمل واستذكار لنستلهم الدروس ونستخلص العبر من الأجيال التي سبقتنا، لكي نحافظ على الأمانة ونصون الوديعة. شباب الأمس ضرب أروع الأمثلة في البطولة والتضحية والفدى.. تعرض لصنوف المهانة والذل من خلال التجيهل، التفقير، التهجير، مسخ الهوية، التقتيل والإبادة، ومع كل ذلك ظل صامدا شامخا متمسكا بوحدة الأرض والشعب، ولم يفرط في شبر منها، ولم يسمح بزرع الانشقاق والفرقة، انطلاقا من عبارة ''كلنا جزائريون''، وبذلك حقق النصر المبين. وشباب اليوم لا يقل وطنية وتضحية، ولقد برهن على أن الجزائر غالية، وتستحق أن نفديها بالغالي والنفيس، وذلك من خلال ما قام به على جميع المستويات أيام المحنة التي مرت بها الجزائر خلال العشرية السوادء، فبفضل الرجال الواقفين استرجعت عافيتها وخرجت من الأزمة أقوى وأمتن من ذي قبل. ولم تهتز بالرياح التي عصفت بالمنطقة، لأن الشباب فهم لغة الغربان الناعقة من على الفضائيات الخارجية، من خلال ما فعلت وتفعل في بعض البلدان العربية؛ فالتحريض الخارجي على قلب الأنظمة جريمة، والسائرون في فلكهم من الداخل خونة، وسيظل شبابنا يصنع النصر تلو النصر في كل الميادين..