أكّدت الأديبة بديعة الحسني الجزائري حفيدة الأمير عبد القادر الجزائري ضمن سلسلة ''أعلام خالدون'' التي أقيمت أوّل أمس أنّ جدها رمز للكفاح وهو علم من أعلام أمّتنا العربية الإسلامية الذي تجاوزت شخصيته القطر الجزائري وحظي باهتمام العالم حتى يومنا هذا. أوضحت الحسني أنّ الحديث عن أعلام أمّتنا ورموزها الخالدة هو تكريم للوطن وتحية للأمة التي أنجبتهم، إضافة إلى حثّ بناة المستقبل على الرقي فكريا وروحيا مع إيقاظ الشعور بالمسؤولية نحو أوطانهم من خلال الاستفادة من الدروس والعبر التي يجسدونها مما يوقظ الحس الوطني والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، وأضافت أنّ الأمير وصل إلى السلطة بمبايعة الشعب الجزائري له بجميع قبائله على الحكم وقيادة المقاومة عام ,1832 حيث أقام دولة مؤسّسات ووزارات ومجالس قضاء وشورى ودواوين، إضافة إلى أنّه كان يحارب الفساد والغش والرشوة مستعرضة بعض المهام التي كان يقوم بها الأمير عبد القادر والتي تتمثّل في مراقبة التجار وأرباب الحرف ومراقبة الأسعار والموازين ومنع السحر والشعوذة ومراقبة الصحة العامة وأيضا مراقبة حقوق الإنسان. واجتهد الأمير بحسب الحسني الجزائري في إحداث أمور كثيرة في الدولة لم تكن معروفة لدى أسلافه من ملوك المغرب منها مثلا المشافي الخاصة بالمقاتلين والاستعانة بالعلماء والفقهاء في الدين ليكون على ثقة من عدم تجاوز أحكام الشرع بقراراته، إضافة إلى إنشاء جمعيات لخدمة المزارع والعمل في أملاك الدولة لمنفعة الطرفين بشكل نظام تعاوني وغيرها. بدوره، فنّد الباحث محمد مراد المزاعم الأجنبية المتهافتة التي توجّه التهم إلينا نحن العرب بأنّنا نعيش على بطولات أجدادنا وأمجاد آبائنا متناسين بأنّ ماضي العرب المشرف سيبقى مضيئا في سجل الإنسانية رغم تلك المزاعم وأنّ سير عظمائنا تبقى منارات تهدي الأجيال على دروب الانتصار وخير دليل على ذلك الأمير الفارس عبد القادر الجزائري. وأوضح مراد أنّ مجموعة من الصفات التقت في شخصية الأمير عبد القادر فهو الإنسان النبيل المؤتمن على وطنه الذي انطوت نفسه على الكرم والمروءة والتواضع والوفاء وعلى التقوى والمحبة، إضافة إلى أنّه قائد شجاع وفارس مقدام نذر حياته لتحقيق الهدف الأسمى في النصر والحرية كما أنّه السياسي والإداري الذي يخطّط بحنكة ودراية ولا يقدم على شيء إلاّ بعد المشورة ويبقى همّه حياة رجاله وسلامتهم. وبيّن الباحث أنّ العدوّ الفرنسي أقرّ أنّه أمام أمير من طراز مختلف حيث أدهشته عبقرية عبد القادر الجزائري الحربية وقيادته الحكيمة التي تجلّت في اختيار المواقع الجغرافية وبناء الحصون لحماية عاصمته معسكر إضافة إلى خلفيته الثقافية التي مكّنته من ابتكار المدينة المتنقّلة التي جعلها حصنا لرجاله وهي أوّل مدينة من الخيام في العالم عمّرت بالحضارة وهي مدينة ''الزمالة".