أكد الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أمس على عودة الهدوء إلى هذا البلد يومين بعد تفجيرات انتحارية دامية استهدفت العاصمة دمشق ومدينة حلب وخلفت سقوط عشرات القتلى. وقال الجنرال النرويجي أن 157 مراقبا مدنيا وعسكريا من أصل 300 ملاحظ تم نشرهم في محافظات درعا وادلب وحمص. وأضاف أن ''أكثر من 50 دولة معنية بهذه المهمة ونحن هنا من أجل مساندة الشعب السوري وهم يفهمون تماما أننا نعمل لمساعدتهم ولمسنا حسن الضيافة منهم حتى من قبل الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم. ويأتي تأكيد مود على هدوء الوضع في سوريا في وقت تبنت فيه جماعة مسلحة مجهولة إلى حد الآن تطلق على نفسها اسم ''جبهة النصرة'' مسؤولية التفجيرات الانتحارية التي استهدفت قبل يومين العاصمة دمشق ومدينة حلب وخلفت سقوط 55 قتيلا ومئات المصابين. وذكر التنظيم في تسجيل فيديو بثه على شبكة الانترنيت انه نفذ ''عملية عسكرية في دمشق ضد رموز النظام وأجهزة الأمن السورية. والى غاية اندلاع الازمة السورية منتصف شهر مارس من العام الماضي لم تكن هذه الجماعة معروفة لكن مع تصاعد وتيرة التفجيرات الانتحارية أصبح اسمها يتردد مع كل تفجير انتحاري يقع. وكانت السلطات السورية سارعت إلى اتهام من تصفهم ب''الإرهابيين'' في إشارة إلى المعارضة المسلحة بالوقوف وراء التفجيرات بينما وجهت صحيفة ''الثورة'' الحكومية أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة التي قالت انه مدعوم من قبل الأمريكيين والغرب إضافة إلى تركيا والإمارات البترولية في إشارة إلى العربية السعودية وقطر اللتان تدعمان خيار تسليح المعارضة السورية. هذه الأخيرة التي سارعت بدورها إلى اتهام النظام السوري بتنفيذ مثل هذه التفجيرات الدامية في محاولة لإفشال مخطط الوسيط الدولي كوفي عنان لتسوية الازمة السورية. وكانت السلطات السورية أكدت أول أمس أنها تمكنت من إبطال تفجير انتحاري بمدينة حلب الواقعة شمال البلاد. وقالت انه تم القضاء على الانتحاري قبل ان يتمكن من ارتكاب جريمته. ويرى متتبعون للوضع السوري ان وتيرة العمليات التفجيرية تضاعفت خاصة منذ إعلان وقف إطلاق النار قبل شهر من الآن مما يزيد من صعوبة مهمة المراقبين الدوليين المنتشرين في هذا البلد على أمل وضع حد لحمام الدم المستمر. ورغم انتشار أكثر من نصف عدد الملاحظين الدوليين المقدر ب 300 مراقب لا يزال الوضع الأمني على حاله في ظل استمرار عمليات القصف وسقوط مزيد من القتلى يوميا وزاد الوضع سوءا التفجيرات الانتحارية بأكبر مدن البلاد. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل أربعة مدنيين أمس برصاص قوات الأمن بمناطق حماة وادلب ودير الزور التي لا تزال تعيش على وقع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجنود المنشقين. كما أضاف المرصد ان سبعة أشخاص آخرين أصيبوا في حمص اثر شن القوات النظامية لعمليات قصف عل هذه المنطقة في وقت سمع فيه دوي انفجارات عنيفة بمحافظة ادلب.