صور تتكرر كل يوم من الصباح حتى المساء.. روادها بعض أصحاب حافلات النقل الخاصة الّذين يتنافسون بدون رقيب على لقمة عيش، أساسها في الكثير من الأحيان التحايل على القانون، والإقدام على مختلف التصرفات اللاعقلانية التي تستهدف راحة مستعملي هذه الوسائل من النقل، وتهدد في كثير من الأوقات سلامتهم. فكم هو عدد حافلات النقل الخاص التي لا تقدم تذاكر لمسافريها، سعيا للاحتفاظ بثمن إنجازها، لاسيما في ظل عدم وعي بعض المواطنين بأهمية التذكرة في حال وقوع حادث؟.. وكم من ساعة تضيع من حياة الركاب يوميا جراء طول الانتظار في المحطات، رغم تعيين أعوان رقابة في العديد من المحطات لمنع تجاوز الوقت القانوني؟ وإضافة إلى هضم حق التذكرة القانوني، وعدم مراعاة حاجة المواطنين للالتحاق بمقرات عملهم في الوقت المطلوب، يتنصل العديد منهم من مسؤولية كل ما يحدث في مركباتهم، ولا يكلفون أنفسهم عناء إصلاح زجاج النوافذ المنكسر، ولا يلتزمون بالسرعة القانونية المطلوبة، وإن حدث واحتج المواطن على هذا الكوكتال من التجاوزات، يتطور التلاسن، ليسمعه السائق أو القابض عبارة؛ ''كان الأجدر بك أن تستقل سيارة أجرة"! وأخيرا، يجد المواطن نفسه مخيرا بين أن يرضى بهذا الواقع في الحافلات، وبين أن يستنزف راتبه الشهري بإقالة سيارة الأجرة، لأنّ الأمر يتعلق بمسلسل تجاوزات لم تفلح لا تنديدات المواطنين، ولا العقوبات التي تنزلها النصوص القانونية، ولا حتى تعيين أعوان رقابة في المحطات في كبح جماحها، بسبب طغيان أنانية بعض أصحاب حافلات النقل الخاص. وفي هذا الجوّ الخانق، لاسيما عندما تضطرّك الظروف للتنقل يوميا على متن هذه الوسيلة، يتضح جليا أنّ منظومة النقل الخاص لا تزال تسير في ظل فوضى عارمة، خاصة وأنّ بعض أصحابها يتوقفون عن العمل مبكرا، تاركين العديد من الناس تائهين في عملية بحث مضنية عن وسيلة تقلهم إلى مقر سكناهم... هي مشكلة معلقة، وحصة المعاناة الناجمة عنها تظل ككابوس يطارد المواطن يوميا، إلى حين أن يستيقظ ضمير بعض أصحاب النقل الخاص يوما ما!.