عبر فلاحو بلدية حامة بوزيان بقسنطينة؛ عن تخوفهم من حالة الجفاف الحاد الذي أتى على مئات الأشجار المثمرة؛ وبات يهدد عشرات الهكتارات بالضياع بسبب توقف عملية توصيل مياه السقي لأراضيهم، حيث أكد أزيد من 400 فلاح أن الجفاف الذي لحق حقولهم وبساتينهم منذ بداية موسم السقي شهر مارس الماضي مرده إلى قيام المسؤولين ببيع هذه المياه إلى شركات المقاولة وعلى رأسها شركة ''كوجال''. وأكد الفلاحون أنه بالرغم من كونّهم معنيين بعملية السقي العادية بالمياه القادمة من محطة الضخ المعروفة ب ''السخون'' إلا أن حقولهم لا تصلها مياه السقي، الأمر الذي تسبب في ذبول مئات الأشجار المثمرة خاصة الحديثة الغرس، في حين لا تزال الأشجار القديمة تقاوم الجفاف، وبالرغم من غياب المياه عن حقولهم إلا أن عددا كبيرا منهم قام بعملية الحرث طمعا في غرس بعض المنتوجات كالخضروات مثلما هو معتاد، غير أن غياب المياه منعهم من ذلك؛ خوفا من تسجيل خسائر أكبر من التي يتكبدونها بتلف أشجارهم التي تتساقط ثمارها فور تكونها، مما أدى - حسبهم - إلى تراجع منتوج الحامة في الخضر والفواكه خاصة تلك التي تشتهر بها بسبب نقص مياه السقي بالدرجة الأولى. كما أثار فلاحو البلدية مشكلة محطة الضخ المهملة والتي أغلقت أبوابها منذ سنوات، حيث أكدوا أنه على الرغم من وجود حارس خاص بها، إلا أنها لا تؤدي وظيفتها الأصلية المتمثلة في ضخ مياه السقي للفلاحين، مؤكدين أنهم في وقت سابق كانت المياه المخصصة لسقي بساتينهم تباع لصالح شركات المقاولة كشركة ''كوجال''، زيادة على أن كميات هائلة من المياه التي يفترض أنها مخصصة لهم تصب مع مياه الصرف الصحي في الوادي، وهو الأمر الذي تسبب في تقلص المساحات الصالحة للزراعة ببلدية الحامة وسيؤدي مستقبلا إلى القضاء على ما تبقى من الأشجار المثمرة. من جهة أخرى أكد الفلاحون أنهم رفعوا انشغالهم وتوجهوا عديد المرات منذ بداية موسم السقي إلى التعاونية الفلاحية للسقي وصرف المياه ''كاسيد'' من أجل الاستفسار وإيجاد حل لمشكلتهم إلى أن هذه الأخيرة كانت في كل مرة تضرب لهم مواعيد بحل الإشكال وترجع السبب فيه إلى انقطاع التيار الكهربائي عن محطة الضخ لعدم دفع المستحقات، وحسب رأي الفلاحين أنها قادرة على دفع المستحقات من عائدات بيع المياه واستغلال الحواجز المائية التي تشرف عليها. للإشارة فإن فلاحي الحامة السفلى يشتكون في كل مرة من اختلاط مياه السقي بمياه الصرف الصحي، مما خلق مشكلا كبيراً لديهم في توفير هذه المادة، خاصة وأن استعمال المياه غير الصالحة من شأنه أن يؤثر سلبا على نمو المنتوج وعلى صحة الإنسان معا، في حين دفع بالكثير منهم إلى مقاطعة المهنة وهجر البساتين.