خلافا لما اعتقده المتتبعون ومعهم أنصار مولودية وهران، من أن المسلسل الهزلي الحمراوي لهذه الصائفة، قد وضع نقطة النهاية له مع اتفاق مجلس الإدارة على تولي يوسف جباري رئاسته لمدة أربع سنوات، وسيلتفت مسيرو هذا الفريق العريق إلى الجد بعد مدة قضوها في الهزل، خرجوا عليهم وعلى الجميع بإصرار على الاستمرار فيه، حيث حملت الساعات القليلة الماضية، تراجع جباري وبعض أعضاء هذا المجلس «الموقر» عن ما تم إقراراه شفويا في اجتماعهم منذ يومين بفندق «إيدين»، وعادوا كالعادة إلى التكذيبات ضاربين عرض الحائط مصلحة فريقهم وتضييعه لوقت كبير دون فائدة. فجباري خرج يقول أن بعض أعضاء المجلس تراجعوا عن موافقتهم على شرطه، المتمثل في بيع أسهمهم له حتى يحوز على الغالبية داخل المجلس، وهو ما يسمح له بتطبيق برنامج عمله من موقع قوة وبأريحية ودون عائق من أحد، حسبه، وأشارإلى الرئيس السابق العربي عبد الإله ومدير عام الشركة حسان كلايجي وزرهوني كبائعين مفترضين، وانه اتفق معهم على أن يوقعوا له على ذلك في محضرالتنصيب. من جهته، كذب العربي عبد الإله قول غريمه جباري من أنه يكون اتفق معه على بيع أسهمه لشخصه والمقدرة ب400 مليون سنتيم، مؤكدا أنه باق محتفظا بعضويته في مجلس الإدارة، متهما جباري بأنه هو الذي رفض التوقيع على تجسيد شروط أعضاء المجلس، منها تسديد دين بلحاج أحمد المعروف ب»بابا» المقدر بملياري سنتيم على أجزاء، وكذا تسوية مستحقات اللاعبين، وترسيم هذا الاتفاق وتعهده كتابيا قبل أن يوقعوا على محضر التنصيب. وبحسب مصادر ذات صلة وثيقة بمحيط الفريق، فإن السبب في تراجع هؤلاء الأعضاء عن بيع أسهمهم لجباري هو قطعهم الطريق عليه، حتى لا ينفرد بالغالبية وبالتالي بالقرارات الهامة التي تمس الفريق، ويكون بعضهم تعرض لضغوط شديدة حتى يراجعوا مواقفهم. جباري علق على هذا الطارئ قائلا :» أنا عاجز عن فهم تغير الوضع في الساعات القليلة الماضية، لقد كنا على أهبة ترسيم اتفاقنا كتابيا لأشرع في مهمتي بصفة رسمية، فالنسبة لي لن أوقع على أي وثيقة، وأضخ أموالي دون ضمانات، فأنا بحاجة إلى هذا المحضر الذي يثبت انضمامي للشركة، وفي غياب ذلك سأنتظرما سيفعله مجلس الإدارة «. وكان جباري، قد صرح بعد تزكيته رئيسا لمجلس الإدارة في اجتماعه ليوم السبت الماضي، أن أولوية أولوياته، هي إقناع المدرب السويسري راؤول صافوا بمواصلة تدريب المولودية بعد الشروط التي قدمها هذا الأخير، والتي قال عنها جباري بأنها تعجيزية، لكنه لم يخف تفاؤله بعودة المدرب السويسري إلى العارضة الفنية وفي أقرب وقت حتى يضبط برنامج إعداد الفريق والذي يتضمن إقامة تربص بمنطقة «بوسكورة» القريبة من مدينة الدارالبيضاء المغربية، والأمر سيان بالنسبة للاعبين القدامى منهم والجدد الذين وضعهم جباري في أجندته، والذي قال بأنه يتعين عليه الإسراع في التفاوض معهم، قبل أن تخطفهم أندية أخرى، واعترف بأن عليه بذل جهد مالي حتى يقنع اللاعبين الحاليين بالبقاء، خاصة تسديد مستحقاتهم التي يدينون بها، والتي تقدر بثلاثة ملايير و700 مليون سنتيم، حسب ما كشف عنه مؤخرا عضو مجلس الإدارة العربي عبد الإله. وأكد رئيس المولودية المحتمل دائما، أنه يعد الأنصار بتشكيل فريق قوي يلعب الأدوار الأولى كمرحلة أولى، « لأنه في الوقت الحالي ل ايمكن الطموح لمعانقة الألقاب، لأن ذلك يتطلب أموالا كبيرة ليس بمقدورنا رصدنا الآن، سيأتي ذلك بالتدريج، لكن ما يهمنا الآن هو إعادة ترتيب بيت فريقنا وجلب الاستقرار له « يقول جباري.وكشف المتحدث أنه اجتهد كثيرا ليقنع أعضاء مجلس الإدارة حتى يغلبوا مصلحة الفريق على مصالحهم، حسبه، وواصل يقول: «ديون الفريق هي التي أعاقت وأخذت قسطا هام من اجتماعنا، قبل أن أنزع فتيل الخلاف بيني وبين الأعضاء الحاضرين، وأوافق على رد دين بابا المقدر بملياري سنتيم على أربعة أقساط قبل نهاية السنة الحالية، والتعجيل بحل مشكل مستحقات اللاعبين حتى لا نصطدم بقرار منعنا من الإنتدابات من قبل الرابطة الوطنية المحترفة». وعاد جباري، ليتحدث عن اجتماع «إيدين»، ليؤكد أن إلتئامه كان أكثرمن ضروري لتدارس وضع الفريق، وأنه أبدى فعلا رغبته في شراء أسهم أعضاء مجلس الإدارة العربي عبد الإله وزرهوني بعد موافقتهما، في انتظار شراء أسهم جمال ابن الرئيس السابق الطيب محياوي ومدير عام الشركة حسان كلايجي، واعتبر ذلك ضروريا الآن، حسبه.