اختارت منال رمضاني السير على خطى والدتها التي احترفت فن الخياطة والتفصيل والتزين بالورود، لتتولى خياطة كل ما يخص جهاز العروس، إلا أنها تخصصت في فن التزيين بالورود على الصحون، ليتسنى لها مساعدة والدتها في تزويد الزبونات بكل ما يحتجنه من ديكورات تزينية متميزة. بدأت قصة منال مع التزيين بالورود نتيجة لاحتكاكها المباشر بوالدتها التي تصمم جهاز العروس، وكانت في كل مرة تقدم فيها يد المساعدة لوالدتها تشعر برغبة جامحة في عدم الاكتفاء بالمساعدة وإنما الانفراد بتشكيل نماذج من وحي مخيلتها، لتكتشف ان بداخلها موهبة كامنة سرعان ما ظهرت عند محاولاتها المتكررة مساعدة والدتها في تزيين بعض لوازم العرائس، فقررت ان تحول الموهبة الى حرفة تقوم على قواعد سليمة، فما كان منها إلا ان اتصلت بسيدة قالت أنها أول سيدة احترفت فن التزيين بالورود حيث اطلعت على بعض التقنيات التي مكنتها من التحكم أكثر في موهبتها. في حديثها ل “المساء” قالت منال “ أحب عالم الديكور وأميل كثيرا الى تزيين كل ما يقع عليه بصري واعتبر الورود المادة الأساسية التي انطلق منها، وفي ظل التنوع الكبير في صناعة الورود بمختلف الأشكال والإحجام والألوان، لا أجد مطلقا مشكلة في المادة الأولية التي تعد متوفرة وبكثرة، وكل ما احتاج اليه هو صحن بلاستيكي او زجاجي، بعض الورود، شموع بأحجام وألوان وأشكال مختلفة والغراء وبعدها اطلق العنان لمخيلتي التي تلهمني لإبداع ديكورات تزينية للغرف او الجدران او الموائد وحتى الأبواب; نزولا عند طلب الزبائن الباحثين عن كل ما هو جديد ومتميز، خاصة المقبلات على الزواج من اللواتي يرغبن في ان تكون غرفهن مميزة”. يمكن لأي كان ان يتعلم فن التزيين بالورود لأنه فن بسيط لا يحتاج الى جهد كبير، غير ان الصعوبة تكمن في كيفية التنسيق والقدرة على المزواجة بين الألوان. وتشرح محدثتنا ذلك بالقول، ان الديكورات التزيينية التي تبدعها يمكن لأي شخص بمجرد النظر إليها ان يتقنها، غير ان الموهبة تظهر في مدى قدرة الحرفي على تركيب الورود أمام بعضها البعض ومعرفة كيفية مزاوجة الألوان، لا سيما وان بعض الألوان و الأزهار لا يكون مظهرها جميلا عند تواجدها مع بعضها البعض، لذا ينبغي ان يكون الحرفي فنانا موهوبا محبا للورود ليتمكن من إعداد تحفة فنية تصلح كديكور تزييني، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، هناك بعض الإضافات التي قد تناسب بعض الديكورات وقد لا تتلاءم مع أخرى، وهنا يتدخل الحس الفني الذي قد لا يتوفر عند عامة الناس، فمثلا بالنسبة لي تضيف “عندما أقوم بتشكيل الورود على الصحون اختار الشموع المعطرة فمن جهة تزين العروس او ربة البيت منزلها به ومن ناحية أخرى يعطي منظر الشمعة المعطرة وسط صحن المزين بالورود إطلالة رومنسية متميزة. ومن المواد التي تعتبرها منال مادة خصبة لإبداعها، المروحيات على اختلاف أشكالها وأحجامها، إذ تحولها الى لوحات فنية بعد تجميلها بالورود لتعلق على الجدران وتحل بذلك محل اللوحات التي قالت أنها تعد من الديكورات الكلاسيكية. من بين المواد الأخرى التي تعتمد عليها منال في تشكيل ديكورات العرائس، الورود المجففة حيث جاء على لسانها، أنها لا تعتمد اعتمادا كليا على الورود الاصطناعية لتبدو الديكورات التي تصنعها مفعمة بالحياة، خاصة تلك التي ترافق جهاز العروس. الإقبال الكبير على ما تبدعه منال من ديكورات تزينية خاصة من المقبلات على الزواج، جعلها تفكر في تطوير مهاراتها لتلبية أذواق كل زبائنها، وقالت “أسعى إلى إحداث ثورة في مجال التزيين بالورود وأتمنى ان أطور هذه الحرفة التي تعرف تطورا سريعا”.