لم يستفق رئيس حزب العمال والوزير الأول البريطاني غوردن براون بعد من انتكاسة حزبه في الإنتخابات البلدية أول أمس لصالح منافسه المحافظ والتي كانت بمثابة مؤشر آخر على تقهقر شعبيته في الساحة البريطانية· ولم يغمض براون عينيه ليلته الثانية على التوالي بعد الصدمة العنيفة التي مني بها حزبه في سابقة هي الأولى من نوعها منذ أربعين سنة وجعلته يفكر في الكيفية التي تمكنه من استدراك الوضع قبل فوات الأوان· وكانت الصدمة أكبر عندما فقد حزب العمال بلدية العاصمة لندن لصالح مرشح حزب المحافظين ·وقال وزير الداخلية جاكي سميث معترفا بالهزيمة أن خسارة الحزب كانت بمثابة رسالة موجهة للحكومة، وتعد ضربة من الخلف من الشعب البريطاني· وأضافت الوزيرة التي مازالت هي الأخرى تحت وقع الصدمة أن عملا كبيرا مازال ينتظر الحزب العمالي، علينا القيام به"· في إشارة إلى تحسين صورة الحزب التي ما انفكت تعرف ضربات موجعة، والحقيقة أن الحزب العمالي البريطاني مازال يدفع ثمنا لسياسة الوزير الأول السابق طوني بلير الذي هز صورة الحزب، بسبب انحيازه وتأييده لكل السياسات التي تبناها الرئيس الأمريكي جورج بوش في أفغانستان والعراق والتي ضربت بريطانيا في الصميم وأرغمت بلير في النهاية على التنحي لصالح غوردن براون على أمل تلميع صورة الحزب المهزوزة· ولكن نتائج انتخابات الخميس الماضي جاءت هي الأخرى لتؤكد أن هذا الأخير فشل في هذه المهمة رغم انقلابه على السياسات التي انساق وراءها سابقه طوني بلير·ودق العماليون ناقوس الخطر واعتبروا نتائج هذه الإنتخابات بالإنذار الواجب التعامل معه بجدية وخاصة وأنها نتائج جاءت على مقربة من الإنتخابات العامة المنتظر إجراؤها في ماي من العام 2010·ويبدو أن الوزير الأول البريطاني حفظ الدرس جيدا وأكد أن حكومته ستستخلص العبرة من نتائج هذه الإنتخابات· وتناولت مختلف الصحف البريطانية هذه النتائج بكثير من التهكم وذهبت إلى حد وصفها بمجزرة أول ماي، والجمعة الدامي بالنسبة لبراون واعتبرت أن زعيم حزب المحافظين دافيد كامرون يبقى الشخصية المؤهلة لقيادة بريطانية عام 2010· للإشارة فإن العماليين خسروا 330 مقعدا محليا في مقابل حصول خصومهم المحافظين على 260 مقعدا وهو ما أهلهم للحصول على الأغلبية المطلقة في 12 مجلسا إضافيا