يقوم وفد أندونيسي، يضم عددا من رجال الأعمال والمستثمرين، بزيارة إلى عدد من المناطق السياحية الهامة ببلادنا، وذلك بمرافقة سفير اندونيسيا ببلادنا والسلطات المحلية، وقد توجه الوفد الاندونيسي منذ أيام إلى ولاية الطارف بعد جولة قادته إلى قالمة، سكيكدة، قسنطينة وعنابة، حيث وقف أعضاء الوفد على أهم المواقع الإستراتيجية بها .. حيث أعجبوا بالمناطق السياحية الخلابة التي تتميز بها الولاية المعروفة بتداخل غاباتها مع شواطئها بالإضافة إلى وجود عدد من المحميات الطبيعية لطيور وحيوانات نادرة على اعتبار أن الولاية من أكبر المناطق الرطبة بالقارة والعالم وبتصنيف دولي. وقد اقترح رجال الأعمال الاندونيسيون المتخصصون في قطاعات محددة على غرار التجارة والسياحة إقامة شراكات مع نظرائهم من المستثمرين الجزائريين في مجال السياحة لترقية الوجهة الجزائرية وإخراج الولاية من حدود المحلية، علما أن الوفد الاندونيسي وجد تشابها كبيرا في عدد من المواقع السياحية بالطارف وتلك الموجودة باندونيسيا، خاصة فيما يتعلق بالمناخ والمناطق الرطبة. وكان للوفد الاندونيسي لقاء مع أعضاء غرفة التجارة لولاية الطارف، حيث تباحث الطرفان سبل ترقية التجارة بين البلدين من خلال ربط علاقات تجارية مباشرة دون وساطات ودون المرور عبر وكلاء أوربيين، وطلب السفير الاندونيسي ببلادنا السيد أحمد نيام سليم من رجال أعمال البلدين انتهاج أسلوب عملي مباشر لتحقيق نتائج شراكة ملموسة من شأنها الرفع من حجم المبادلات التجارية بين الجزائر واندونيسيا والتي تبقى ضعيفة، حيث قدرت ب252 مليون دولار مقابل 480 مليون دولار وهي قيمة ما تبيعه الجزائر لاندونيسيا وهي في معظمها من المحروقات. وإلى جانب التجارة رافع السفير الاندونيسي لصالح ترقية المبادلات السياحية بين البلدين بالإضافة إلى ترقية الاستثمار السياحي بالجزائر والذي يعرف نقصا كبيرا انعكس سلبا على توافد السياح الأجانب، وعلى اعتبار الخبرة التي تتميز بها اندونيسيا في قطاع السياحة فقد اقترح السفير إقامة شراكات بين رجال أعمال البلدين لإنشاء مناطق سياحية بالاستعانة بالنماذج الموجودة في اندونيسيا التي تصنف اليوم ضمن الوجهات السياحية الأرقى في العالم.. كما استغل السفير الاندونيسي زياراته الميدانية التي قادته إلى عدد من الولاياتالجزائرية لدعوة المستثمرين ورجال الأعمال لزيارة معرض جاكرتا الدولي الذي سيقام شهر أكتوبر القادم لبحث فرص الأعمال والتجارة. للإشارة، تعمل السفارة الاندونيسية منذ تنصيب سفيرها الجديد السيد احمد نيام سليم على توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي ظلت لسنوات حبيسة الوساطات الأجنبية خاصة الأوربية ولبلوغ هذا الهدف بدأ التركيز على الجانب السياحي، علما أن السياح الاندونيسيين يرغبون في زيارة واكتشاف الجزائر واكشاف صحرائها وحماماتها المعدنية غير أن نقص التنظيم حال دون تحقيق الهدف. وتتطلع وكالات السفر الاندونيسية إلى جعل الجزائر مقصدا سياحيا لزبائنها الذين يتطلعون الى اكتشاف بلادنا على اعتبار أنه الوحيد الذي لا يزال مجهولا لدى السياح الاندونيسيين الذين وصلوا حدود تونس والمغرب دون التعريج على بلادنا وكانت وكالات اندونيسية قد استعرضت مؤخرا أهم العراقيل والمشاكل التي تحول دون تحقيق هذا الهدف بحضور الجانب الجزائري ممثلا في عدد من وكالات السياحة والسفر وهو تبديد جميع العراقيل الممكنة على أن تتدخل الهيئات الرسمية للبلدين لرعاية هذا المسعى وإنجاحه على مستوى البلدين. وكانت السفارة الاندونيسية بالجزائر قد نظمت لقاء مهنيا بمقر السفارة بحضور سفير اندونيسيا وجمع بين ممثلي وكالات السفر الاندونيسية والجزائرية بغرض ضبط مخطط لإنعاش السياحة بين البلدين اللذين وعلى الرغم من بعد المسافة بينهما يشهدان انجذاب سياح البلدين نحو ما تزخر به الجزائر واندونيسيا من مواقع سياحية تخدم الزبائن وتلبي تطلعاتهم غير أن غياب التنسيق وكذا الاهتمام من جانب وكالات السفر لكلا البلدين حال دون إشباع حاجيات السياح. وعبر ممثلو وكالات السفر الاندونيسية عن رغبتهم العميقة في اكتشاف الجزائر البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي يبقى مجهولا لدى الاندونيسيين الراغبين في اكتشافه ضمن رحلات خاصة كما هو حاصل بالنسبة لتونس والمغرب اللتين تعدان من الوجهات الكلاسيكية والمعروفة للسياح الاندونيسيين في حين تبقى الجزائر غير البعيدة عنهما والغنية بموروثها الثقافي والسياحي منسية بسبب غياب التنسيق بين وكالات البلدين وكذا السلطات الرسمية التي لم تفكر في القيام بمبادلات سياحية بينهما. ويبقى مشكل التأشيرة وتكلفة السفر المرتفعة أحد أهم العراقيل التي تم التطرق إليها من جانب المتعاملين خاصة الجزائريين الذين اقترحوا تمديد فترة الإقامة باندونيسيا بالنسبة للسياح الجزائريين على الأقل لفترة لا تقل عن العشرة أيام دون احتساب اليومين المخصصين للذهاب والإياب علما أن مدة الرحلة نحو بانكوك مثلا تقدر ب16 ساعة وذلك نظير التكلفة العالية التي يدفعونها والتي لا تقل عن 150 ألف دج دون احتساب تكاليف الإقامة. وترغب وكالات السياحة الاندونيسية في جعل الوجهة السياحية الجزائرية أحد المقاصد المقبلة للاندونيسيين خاصة منهم الحجاج الذين يختارون عقب موسم الحج أي بلد إسلامي للتوجه إليه واكتشافه وذلك ضمن عادة اتخذها الاندونيسيين لاكتشاف العالم العربي والإسلامي عقب الانتهاء من مناسك الحج .. ويأتي هذا المطلب بعد ان تعرضت بعض المقاصد السياحية الكلاسيكية إلى اضطرابات سياسية وأمنية حالت دون اختيارها في المواسم المقبلة.