أكد مصدر مقرب من الشركة الوطنية للكهرباء والغاز بالحراش أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء بالعاصمة وضواحيها سيبقى واردا بسبب الاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن هذا المشكل الذي عاشته العاصمة منذ بداية فصل الصيف يعود إلى عجز شبكات التوزيع ذات الضغط المنخفض والمتوسط وليس في إنتاج الكهرباء. أوضح مصدر من الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ببلدية الحراش ل«المساء” أن التذبذبات الكهربائية التي تحدث منذ بداية فصل الصيف جاء نتيجة للاستعمال “المفرط” للطاقة الكهربائية، خصوصا مع استعمال أجهزة التكييف، موضحا أن هذه التذبذبات تخرج عن نطاق المؤسسة وأن استهلاك الكهرباء في تصاعد مستمر. تأتي هذه التوضيحات في وقت صار فيه انقطاع التيار الكهربائي في أوقات الذروة كابوسا مقلقا للعائلات التي انتقدت هذه الوضعية واعتبرتها تقصيرا من طرف شركة سونلغاز رغم كل التبريرات، خاصة وأن الخسائر التي تطال المواد سريعة التلف والأعطاب التي تلحق بالأجهزة الكهرومنزلية تزيد من متاعب المواطنين الذين لم يجدوا إلا الشموع لتبديد الظلام، أما التجار فإنهم أكثر تأثرا بهذه الاضطرابات الكهربائية. من جهة أخرى، اعتبر الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين، السيد صالح صويلح، أن التبريرات التي قدمتها المؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز غير مقنعة محملا إياها مسؤولية الخسائر التي تكبدها التجار من خلال الانقطاعات المتكررة للكهرباء، والتي فاقت ملياري سنتيم. وأصر السيد صويلح على توجيه اللوم كله لمصالح مؤسسة “سونلغاز” بسبب عدم حرصها على إعلام التجار مسبقا بالانقطاعات الكهربائية، وهو ما ألحق بهم ضررا ماديا بسبب تلف السلع المعروضة للبيع، محملا إياها مسؤولية تعويض التجار فيما تكبدوه من خسائر، محذرا في الوقت ذاته بعض التجار من مغبة بيع سلع فاسدة بسبب الخلل في التموين بالكهرباء. وأوضح مصدرنا أن الانقطاع في التموين بالكهرباء يعد من الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة بالتسممات الغذائية، مؤكدا أن أكثر التجار المتضررين من أزمة الكهرباء هم صانعو المثلجات الذين ينشطون خلال موسم الصيف فقط، إلى جانب الخبازين والجزارين وباعة اللحوم المجمدة، وكذا محلات بيع الحليب ومشتقاته خصوصا وأننا في شهر رمضان الكريم. وقد صار انقطاع الكهرباء بالعاصمة كابوسا حقيقيا للمواطنين، خصوصا في شهر رمضان الكريم، حيث يصومون ويفطرون في الظلام في أغلبية الأحياء، إلى جانب ذلك تعرضت أغلبية الأجهزة الكهرومنزلية للعديد من المواطنين بمختلف هذه الأحياء للتلف، بسبب هذه الحالة المتذبذبة التي يشهدها التيار الكهربائي بهذه المناطق.