تعطى اليوم إشارة انطلاق موسم احترافي جديد في لعبة كرة القدم بالجزائر، في ظل صراع خفي بين الاندية والاتحادية والرابطة والوصاية، حول الصيغة الاحترافية المطبقة في الجزائر، وهذا في الوقت الذي تكاد تقول فيه الجهات المعنية بالمنافسة إن كل ما يحدث في هذه المنظومة، هو مجرد “بريكولاج” لم يحضر له بجدية، قبل اعتماده. ولا شك انه عندما يخرج علينا رئيس الرابطة الاحترافية لكرة القدم، عشية إعطاء إشارة انطلاق الموسم الكروي الجديد، ويقول بصريح العبارة لابد من إرساء “فعلي” للاحتراف، فمعنى ذلك، ان كل ما قيل من نقد على مر الموسمين الفارطين، كان أصحابه على حق، لكن ما يعاب على هذا المسؤول أو غيره من الفاعلين في حقل الكرة، انهم يوعزون كل العوائق التي تحول دون تنمية الكرة الجزائرية إلى العنف، وهذا في رأيي يعد تهربا من تحمل المسؤولية، ويجب الاعتراف بأن المنظومة الاحترافية وعند تطبيقها ركزت على الشكل وأهملت المضمون، وبالتالي وضعت الاندية تحت رحمة جماعات ولوبيات وسماسرة منهم من يعمل على تبيض أمواله وفيهم من يسعى للإسترزاق وفيهم من حول النادي إلى تعاونية عائلية وفيهم من جاء بغرباء من الخارج للإستتثمار الوهمي في الجزائر. والاحتراف الحقيقي يبدأ بوضع الميكانيزمات التي يتفق عليها كل الفاعلين في حقل اللعبة، لا في غياب هؤلاء، ويبدأ ايضا بتطهير محيط اللعبة من الخفافيش ومن الانتهازيين والسماسرة، وعندما ترسى كل القواعد بشفافية وتوفر الارضية من اموال وهياكل وتجهيزات ومرافق، عندها نقول لقد آن الاوان للإرساء الفعلي للإحتراف. إن هذه الحقائق يعرفها كل مسؤولي كرة القدم في الجزائر، لكنهم مع الاسف يتجاهلونها عمدا وليس سهوا ويقفزون فوقها بمناسبة وبدون مناسبة، لأنهم صراحة وجدوا الضحية التي “يمسحون فيها الموس” عند كل اخفاق، والضحية في حالة كهذه هو رئيس هذا النادي أو ذاك، لأن هؤلاء الرؤساء قبلوا طمعا في تحمل ادارة اندية اشبه بخردة فأوهموا انفسهم ونفوس غيرهم بأنهم خير من يتبنى ملف الاحتراف، ويوم وجدوا انفسهم في مواجهة الواقع دقوا ناقوس الخطر وهددوا بفرض الامر الواقع على طريقتهم.