أنهت البعثات الفرنسية الإسبانية الشريكة في برنامج التوأمة الجزائرية الأوروبية في مجال الصناعات التقليدية عملها بعد 20 شهرا، محققة نتائج جيدة لم يكن ينتظرها المشرفون عليها من الجانبين، حيث أثمرت هذه التوأمة، التي رصد لها غلاف مالي يقدر ب 900 مليار دينار باستحداث هياكل وهيئات، فضلا عن آليات. في هذا الصدد، تدعم القطاع ولأول مرة بمدونة للنشاطات الحرفية والمنتوجات الحرفية التقليدية يتضمن 406 حرف مطابقة للمعايير المعمول بها أوروبيا مع اعتماد ما يليق من المعايير المغاربية، كما تم من خلال هذه الشراكة ضبط البطاقية الوطنية للحرف التقليدية. ونجح الخبراء الأوروبيون والجزائريون في تعميم تطهير البطاقية الوطنية للصناعات التقليدية فضلا عن إنشاء علامة لبعض الصناعات كالنحاس والفضة “تاج إيانور”، فضلا عن تكوين أزيد من 30 إطارا في تعميم استعمال التكوين عن بعد في مجال الصناعات التقليدية، أما في مجال تحسين المنتوج وجعله قابلا للتسويق، فقد تم اختيار 5 مؤسسات مختصة في صناعة الحلي لمرافقتها حتى حصولها على شهادة الاعتماد وتمكينها من تسويق منتوجاتها في الخارج. وسمحت هذه التوأمة كذلك بتأهيل كفاءات بشرية قادرة على نقل المعارف للحرفيين الجزائريين وتمكينهم من المتابعة الحيدة لنشاطاتهم والتموقع في الاقتصاد الوطني، حيث لخص السيد مراد سعيداني رئيس مشروع التوأمة والمدير التجاري للوكالة الوطنية للصناعات التقليدية النتائج المحققة في ثلاث نقاط أساسية وهي تطوير المنظومة الإعلامية في المجال الحرفي من خلال وضع مدونة للصناعات التقليدية ووضع بطاقيًة وطنية للحرف، إضافة إلى شبكات إلكترونية تربط الجامعة الجزائرية بقطاع الصناعات التقليدية. واعتبر الخبراء من الجانبين خلال ملتقى اختتام هذه التوأمة الخميس الفارط بإقامة الميثاق نتائج التوأمة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز الوكالة الوطنية للصناعات التقليدية والمؤسسات العمومية والمهنية للقطاع بالناجحة، حيث أكدت مديرة الوكالة الوطنية للصناعات التقليدية فازية برشيش -في هذا الصدد- أنه بعد 20 شهرا من العمل المكثف الذي يندرج في إطار برنامج دعم تطبيق اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي توجت هذه التوأمة بنتائج عدة فاقت التوقعات، وأضافت برشيش أن تلك النتائج تفتح آفاقا في مجال تأهيل مؤسساتنا وورشاتنا التقيلدية وجميع عمليات التقييس من أجل السماح لصناعتنا التقليدية بالتطور وتوفير مناصب شغل وفرص للشباب الذين يمثلون 70% من السكان، حيث يمكن أن تصل إلى مليوني منصب. من جهته، أكد المدير العام للصناعات التقليدية والحرف، السيد أحمد بن عبد الهادي، أن الصناعة التقليدية الجزائرية تقتحم الفضاء الأوروبي الذي له متطلباته مما يحتم الحصول على فريق قوي وصلب مع مساهمة فاعلين في القطاع من إطارات وحرفيين والفضاءات الوسيطة وغرف المهن. من جهتها، أكدت ممثلة السفارة الإسبانية، السيدة سيسيليا غارسيا، أن آلية التوأمة أظهرت من خلال النتائج المحققة فاعليتها وأهميتها، مضيفة أنه نظرا لخبرة إسبانيا في مجال الصناعات التقليدية، فإننا نؤكد مدى أهمية هذه الصناعات في إحياء تراث أي بلد وكذلك مدى إمكانها في المساهمة في تنمية الاقتصاد من خلال التسويق والتصدير نحو الخارج، فضلا عن بعث السياحة وتطويرها. وأكدت المتحدثة -من جهة أخرى- أن إسبانيا تولي اهتماما كبيرا وذا طابع استراتيجي لعلاقاتها مع الجزائر، التي هي عميقة والتي نرغب في أن تتوسع أكثر لتشمل جميع الميادين . وكانت المرحلة الأولى من البرنامج قد عرفت تجسيد خمسة مشاريع توأمة شملت قطاعات هامة منها المديرية العامة للضرائب والمديرية العامة للمالية العمومية الفرنسية، وبين وزارة التجارة والمجلس الوطني للمنافسة ومجمع فرنسي إيطالي ألماني، فضلا عن تجسيد عملية توأمة بهدف تحسين نوعية الماء الصالح للشرب وأخرى ترمي إلى تحديد مطابقة المنتجات الصناعية الجزائرية من قبل وكالات التقييس والتصديق الجزائرية. ومنذ إطلاقه سنة 2009، نجح برنامج الشراكة في تحقيق عدة عمليات دعم تقني وتبادل للمعلومات لتشجيع تبادل المعلومات والمعارف لفترة وجيزة بين الموظفين الجزائريين ونظرائهم الأوروبيين الناشطين في نفس المجال، علما أن برنامج الدعم يتوفر على ميزانية تقدر ب 64 مليون يورو مقسمة إلى ثلاثة أجزاء هي 10 ملايين يورو للسنة الجارية و30 مليون يورو للسنتين المقبلتين و30 مليون يورو للفترة الثالثة والأخيرة.