يسعى المتحف البحري الجزائري أن يكون جاهزاً ويفتح أبوابه للزوار في غضون السنوات الثلاث القادمة،وبحكم موقعه داخل الثكنة الأميرالية، يبحث المسؤولون في إطار الإجراءات الأمنية إيجاد مدخل خاص بالمواطنين المترددين على المتحف دون أن يتقاطعوا مع مدخل العسكريين، حسب ما أورده المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الأملاك الثقافية والمحمية عبد الوهاب زكاغ. وفي تصريح ل« المساء” أكّد المسؤول أنّ دفتر الشروط المتعلّق بالمشروع جاهز، ويرتقب أن يتم الإعلان عن مناقصة وطنية ودولية قبل نهاية السنة لمباشرة تهيئة المشروع وترميمه، مشيراً إلى أنّ تدابير استعجالية قد وضعت مؤخّراً وتمت صيانة الأعطاب المتواجدة بمنى المتحف الذي يتواجد موقعه بقبب خير الدين بربروس (أميرالية الجزائر). وبخصوص محتويات المتحف، كشف زكاغ أنه سيضم تحفاً أثرية تعود إلى الفترة الرومانية وتمتد إلى كل المراحل التي عرفتها الواجهة البحرية للجزائر إلى غاية الحربين العالميتين، مرورا بالحقبة العثمانية، حيث كان الأسطول العثماني في عزّ قوته، وسيتم تأثيث المتحف بمختلف الأنشطة البحرية وسيوجه أساسا لفئة التلاميذ والطلبة بهدف تلقينهم تاريخ البحرية الجزائرية. وبعد أن أكّد زكاغ أن المتحف البحري الوطني انخرط ضمن شبكة المتاحف لمدن البحر المتوسط، منذ سنتين، وهو ما من شأنه جلب المعارف والخبرات من المتاحف المتوسطية الأخرى، وأضاف أن المتحف سيعمل على استعادة القطع التابعة للتراث الثقافي البحري وترميمها وصيانتها واقتناء أخرى، كما سيتم رد الاعتبار لجزء هام من ذاكرة مدينة الجزائر، وسيساهم في التعريف بالتراث البحري الوطني وترقيته. يذكر أن المتحف عبارة عن جناح منحته وزارة الدفاع لوزارة الثقافة لتحويله إلى متحف، وقد تم شهر أفريل الماضي، تنصيب الموظفين الإداريين للمتحف البحري الوطني. وبخصوص موقع المتحف، فيحده شرقاً منارة الأميرالية والبحر من جهة الشمال، فيما سيشكل الملعب البلدي ثم الحصن 23 حدوده من الجانب الشمالي الغربي وفي الجنوب الشرقي ستحده ساحة الحاج محمد العنقاء وفي الجنوب عبر المدخل الجانبي مقر قيادة القوات البحرية. وعلى صعيد آخر، كشف عبد الحليم سراي المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير المشاريع الثقافية الكبرى ل« المساء” أن المتحف الإفريقي قد خضع لدفتر شروط وسيتم قريبا الإعلان عن مناقصة وطنية ودولية، وصرح المتحدث أن موقع المتحف سيكون مقابلا لجامع الجزائر في الجهة المحاذية لواد الحراش بالمحمدية.