دخلت الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر يومها السادس، ويبدو أن الأحزاب تفادت التركيز على التجمعات الشعبية الكبرى وفضلت العمل التحسيسي الجواري لاستمالة الناخبين لبرامجها وقوائمها الانتخابية· وسواء فضلت الأحزاب هذه الصيغة أو تلك في تسيير حملتها الانتخابية فإنها حرة في ذلك لأن المهم بالنسبة لها هو الوصول الى الناخب وإقناعه أولاً بالمشاركة المكثفة يوم الاقتراع وثانيا اختيار مرشحيها وتزكيتهم للعهدة المقبلة للمجالس الشعبية البلدية والولائية· فالإدارة وفرت كل مامن شأنه أن يضمن السير الحسن للحملة ولعملية الاقتراع، بدءا بتصفية القوائم لمنع ذوي السوابق العدلية من تسيير المال العام ومصالح المواطنين، وصولاً الى توفير الجانب اللوجستيكي، لتصبح الكرة الآن في مرمى الأحزاب· فخلال الأيام المتبقية من الحملة وإلى غاية يوم الاقتراع على الأحزاب أن تبرهن على مدى تجذرها في المجتمع وأيضا حجم تمثيلها لفئات الشعب والتكفل بانشغالاتها· ذلك أن المشاركة القوية للناخبين والنتائج تقاس بمدى شعبية الأحزاب في الميدان لا في الصالونات· وعليه، فإن المسؤولية في كل مايتعلق باستمالة الناخبين وإقناعهم بالمشاركة القوية في المحليات القادمة هي مسؤولية الأحزاب والمترشحين أولاً وأخيراً، انطلاقا من مدى شعبية الأحزاب ونوعية المترشحين ومدى نزاهتهم وإخلاصهم·