العدوان الذي تتعرض له غزة الجريحة يبقى بدون عقاب باستثناء بعض الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية لغياب توازن القوى بين الطرفين. فإسرائيل التي تحظى بدعم وتأييد غربيين مطلقين، لا تأبه بالموقف العربي ولا الدولي لإدراكها أنه لا يتجاوز حدود التنديد والاستنكار ولن ينتقل إلى مرحلة الفعل واتخاذ القرارات الحاسمة التي من شأنها أن تردع إدارة الاحتلال الإسرائيلي. ولا يمكن أن ننتظر شيئا من الموقف الغربي الذي يكيل بمكيالين في تعامله مع قضية فلسطين، حيث يستدعي على عجل انعقاد مجلس الأمن إذا قتل إسرائيلي واحد بصاروخ المقاومة، ولا يحرك ساكنا إذا قتل العدوان الإسرائيلي عشرات بل حتى المئات من الأطفال والنساء! إن ما يردع إسرائيل هو عندما تشعر بأنها ستدفع ثمن تهورها، وعندما تشعر بأن العرب سيقفون قولا وعملا مع إخوانهم الفلسطينيين، من خلال فتح المعابر لكسر الحصار عن غزة أولا، وتجميد كل معاهدات السلام بين العواصم العربية وتل أبيب، ما دامت هذه الأخيرة لا تحترم معاهداتها مع العرب الذين فرض عليهم الانشغال ب«ثوراتهم" الداخلية وترك الفلسطينيين لوحدهم في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. والعرب يملكون من القدرات والأوراق الرابحة ما يمكنهم من دفع المجتمع الدولي إلى ضمان حماية الفلسطينيين بما يكفله القانون الدولي واللوائح الأممية التي تنص على حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في العيش فوق أرضه المغتصبة. فهل ننتظر من وزراء الخارجية العرب قرارات في مستوى استغاثة أطفال وثكالى غزة، أم أنهم سيكتفون بالتنديد والاستغاثة بالمجتمع الدولي، لتبقى إسرائيل طليقة اليد تنكل بأطفال غزة بهمجية يتغاضى عنها الغرب، ولا أحد بإمكانه أن يثأر لهؤلاء الأطفال؟