قال قاهر جنرالات فرنسا ومهندس العمليات الفدائية الشهيد محمد العربي بن مهيدي: "ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب". وقال الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن "إن الديمقراطية في حكم الشعب بواسطة الشعب ولأجل الشعب"، وشعار البلدية عندنا "من الشعب وبالشعب". أي أن الشعب هو السيد، وأن السلطة بيده، وقراراته تمنحها الصناديق. واليوم عندما قال الذين ذهبوا إلى الصناديق، كلمتهم وأدلوا بأصواتهم إلى من يعتقدون أنهم الأنسب للتكليف بالمسؤولية، وأفرزت النتائج فوز حزب جبهة التحرير الوطني بالأغلبية (2.2 مليون صوت) وحزب التجمع الوطني الديمقراطي بالمرتبة الثانية (1.8 مليون صوت) ثم في المرتبة الثالثة الحركة الشعبية الجزائرية 524 ألف صوت، سارعت بعض الأطراف كعادتها في مثل هذه المناسبات إلى الطعن في نزاهة الانتخابات، معتمدة على بعض التجاوزات المعزولة التي وقعت وتقع حتى في أعرق الديمقراطيات الغربية. فمنهم من وصفها بالمخيبة لآمال المواطنين في إحداث التغيير، ومنهم من اعتبرها باللاحدث إلخ... وهذه الأحكام يعتبرها البعض الآخر غير نزيهة، لأنها لا تعتمد على منطق معقول. فالمتتبع للعملية الإنتخابية في المحليات يجد أنها شبه مستقرة، لأن معدلات المقبلين على التصويت متقاربة بين نوفمبر 2007 ونوفمبر 2012 وأن المصوتين تقريبا هم نفس المصوتين، والنتائج تقريبا هي هي، ماعدا بعض الزيادات والنقصان، والقاعدة تقول: إذا كانت الأسباب نفسها ستؤدي إلى النتائج نفسها. إذن المطلوب هو دراسة أسباب إحجام ما يقارب 12 مليون مواطن عن التصويت، والذين لم يشاركوا في إحداث التغيير، لقد تعاملوا مع الحدث بسلبية تامة والمفروض تحملهم نتائجها بكل روح رياضية، والله عز وجل يقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".