يشتكي سكان العاصمة، لاسيما زبائن البريد المركزي، من الاكتظاظ الكبير وحالة الفوضى العارمة التي أرجعوها بالدرجة الأولى إلى الاعتماد على آلية التذكرة، وهو ما دفع إلى تأزم الأمور كما قالوا داخل البريد المركزي، وجعل الطوابير غير منتهية على مدار ساعات الفتح حتى نهاية النهار. وقد أرجع المواطنون ذلك لاعتماد مصالح بريد الجزائر لآلية التذكرة التي تم اعمادها مؤخرا بمختلف مكاتب العاصمة وضواحيها، والتي قالوا أنها طريقة غير مجدية زادت من حدة مشكل الاكتظاظ وضاعفت أعداد الطوابير داخل مكاتب البريد. كما أكد في تصريحات زبائن البريد المركزي ل«المساء»، أن هناك عدة نقاط ساهمت في تضاعف المشكل، منها لجوء مسؤولي القطاعات المشتركة لدفع رواتب عمالها في يوم واحد، لاسيما الطلبة والمسنين الذين يواجهون متاعب جمة، حسب تصريحات بعض الزبائن الذين أشاروا إلى حالات إغماء يتعرض لها المسنون بسبب تدهور حالاتهم الصحية، نتيجة ساعات الانتظار الطويلة من أجل سحب منحهم. كما أكد المواطن مصطفى سامي ل «المساء»، أنه جد متضرر من اعتماد هذه الآلية التي نجم عنها عدة مشاكل، خاصة لدى الموظفين الذين يضطرون لقضاء يوم كامل لسحب رواتبهم، حيث قال لنا إنه حضر لمكتب البريد على الساعة ال 9 صباحا، وأصبحت الساعة ال 15 ولم يتمكن بعد من سحب راتبه، ناهيك عن المشاكل التي يواجهها مع المسؤولين في عمله بسبب غيابه خلال كل هذه الساعات، وهو السيناريو الذي يتكرر في كل مرة، نفس الأمر يواجهه زملاؤه في العمل. كما اغتنم بعض المواطنين فرصة تواجد «المساء» بمكتب البريد، ليقدموا اقتراحا توجهوا به إلى مختلف المسؤولين بمختلف القطاعات، داعين إلى وجوب تنظيم وتحديد أيام دفع كل قطاع لرواتب عماله، حتى يتم تجنب حالات الفوضى التي تشهدها مختلف مكاتب البريد بالعاصمة وضواحيها. في حين استنكر الكثير من الزبائن آلية الترقيم الجديدة التي اعتمدها «بريد الجزائر»، والتي قالوا إنها لم تجد نفعا في تنظيم المواطنين وتسهيل عمليات السحب وباقي الخدمات بقدر ما انجرّ عنها الكثير من الاكتظاظ والطوابير التي لا تنتهي منذ الساعة الأولى من فتح مكتب البريد حتى نهاية النهار، ناهيك على المناوشات والأصوات التي ترتفع نتيجة الضغط العصبي للزبائن وكذا العمال خلف الشبابيك. كما أشار لنا بعض المواطنين إلى بعض السلوكات غير الحضرية التي ينتهجها بعض المستغلين لهذه الظروف، وذلك بسحبهم لعدد كبير من التذاكر وبيعها خارج المكتب بمبلغ 50 دج، وهو الأمر الذي ضاعف من المشكل، حسب المواطنين، وزاد من تضاعف أعداد الطوابير والفوضى. مفتشية «بريد الجزائر» توضح وفي رده، أكد مفتش «بريد الجزائر»، السيد كامش صالح ل «المساء»، أن الطريقة الجديدة المعتمدة التي تخص «آلية التذكرة»، هي طريقة مثلى خلقت النظام وقضت بشكل محسوس على منطق الوساطة الذي كثيرا ما يلجأ إليه بعض المواطنين لربح الوقت على حساب المواطنين الذين رفضوه تماما، حيث حتم علينا إيجاد حلول لوقف مثل هذه التصرفات، -يضيف مفتش بريد الجزائر- الذي دعا من جهته المواطنين المقبلين من البلديات المجاورة إلى التوجه لمكاتب مقرات سكناهم لتخفيف الضغط على البريد المركزي الذي يعد نقطة عبور 48 ولاية.