نظّمت جمعية “الكلمة” للثقافة والإعلام أول أمس، ندوة ثقافية بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل الأديب والمترجم الجزائري، الدكتور “أبو العيد دودو”، وحضر الندوة التي نشطها رئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، عبد العالي مزغيش، كل من الدكتورين أمين الزاوي وأحمد حمدي وغاب عنها الدكتور أحمد منور، بينما عرف بهو المركز الثقافي “عز الدين مجوبي” حضورا لرجال الإعلام والطلبة. تمر الذكرى التاسعة لرحيل صاحب “صور سلوكية” و«الحمار الذهبي”، الدكتور “أبو العيد دودو”، الذي أثرى المكتبة الجزائرية بحوالي ستين كتابا بين مترجم عن اللغة الألمانية واللاتينية، ديوان شعر ورحلات الألمان إلى الجزائر، أضف إلى ذلك المقالات العديدة في الصحف الوطنية والدوريات. استهل كلمة افتتاح الندوة رئيس جمعية “الكلمة”، الذي ذكر الحضور بذكرى وفاة الدكتور “أبو العيد دودو” في 18جانفي سنة 2004م، وإحياء لذكرى هذا الأديب الفذ تمت استضافة الدكتورين أمين الزاوي وأحمد حمدي وحسن بن نعمان، للتعريف بهذا الجزائري الذي أحب الجزائر إلى النخاع. وبعد هذه الكلمة الوجيزة أحيلت الكلمة للدكتور أمين الزاوي، حيث أكد أن هذا التكريم يعد تكريما لرمز من رموز الأدب في الجزائر. وذكر الزاوي الحضور أنه كتب كلمة صدرت يوم أمس بجريدة النصر حول الدكتور “أبو العيد دودو” الذي يعتبره عبد الرحمن بدوي الجزائر، غير أن عبد الرحمن بدوي ولحسن حظه اهتم به المصريون لأنه نقل إليهم علم الاجتماع والفلسفة عن الألمان، بينما حظ “أبو العيد دودو” وجد في بلد لا يهزها العلم. وأضاف الدكتور الأمين الزاوي، إذا ما قارنا عبد الرحمن بدوي وما ترجمه عن الألمان نجد ما ترجمه “أبو العيد دودو” أكثر دقة من البدوي نظرا لإتقانه الألمانية والعربية، فهو من مدرسة البصرة، إضافة إلى اعتماده على اللاتينية، حيث نجد أعمال “أبو العيد دودو” أكثر نقاء وصفاء من ترجمة عبد الرحمن بدوي. واستطرد أمين الزاوي في حديثه عن “أبو العيد دودو”، فقال أنه كان مترجما ونقل المكتبة الألمانية إلى العربية في الوقت الذي لم يهتم فيه العرب بالثقافة الألمانية، رغم أن أكبر الفلاسفة والموسيقيين هم من الألمان. وأضاف الزاوي أن “أبو العيد دودو” كان ذواقا وقال للعرب “لا تستطيعون التقدم إلا إذا ترجمتم الألمان لأن الفكر الألماني هو الفكر الصلب في أوروبا”. من جانبه، أكد الدكتور أحمد حمدي للحضور، أن “أبو العيد دودو” له باع طويل في الميادين المتعلقة بالفكر. مضيفا أنه تعرف عليه عن طريق القراءة بمجلة المعرفة التي نشر بها عدة قصص قصيرة. معتبرا “أبو العيد دودو” من مؤسسي القصة القصيرة في الأدب الجزائري مع وطار وابن هدوقة حيث صدرت له بحيرة الزيتون سنة 1972م. وأضاف أحمد حمدي أنه التقاه في بيت الدكتور أبو القاسم سعد الله مع الدكتور عبد الله الركيبي. كما ذكر حمدي بالصعوبات التي واجهها الرواد سعد الله وغيره في عدم الاعتراف بشهاداتهم. وأضاف أنه في هذه الفترة صدرت رواية “ريح الجنوب” لابن هدوقة و«اللاز” لوطار، وفي هذه الأثناء اتجه دودو إلى الترجمة حيث صدرت له عدة ترجمات في مجلة “الآداب”، وصدرت عدة أعمال في هذه الفترة، حيث ترجم العديد من المسرحيات سواء من الألمانية أو اللاتينية، وله قدرة على المقارنات، وله كتب تاريخية ألمانية حول الجزائر، كما اهتم دودو بالنصوص المتعلقة بالجزائر من ضمنها “الحمار الذهبي” ومسرحية أبوليوس، تناول فيها شخصية “أبوليوس”، فكانت ترجمته أحسن من النص الفرنسي. أما الناشر حسن بن نعمان، فقد أكد من جانبه أنه تم نشر الأعمال الكاملة ل “أبو العيد دودو” (ستين كتابا في 22 جزءا). وفي آخر الندوة قرأ الشاعر زبير دردور قصيدة “ تقول لي زوجتي بأنني أنيق “، وقد دار النقاش بعدها عن إنشاء جائزة باسم “أبو العيد دودو” لتحريك الفعل الثقافي في بلادنا واكتشاف المواهب، لأن الجزائر تزخر بالكثير منهم.