أبرز الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى خلال تجمع شعبي نشطه أمس بقاعة "عبد الله بلعربي" بتيارت بأن البرنامج الذي يسعى حزبه إلى تجسيده "ينطلق من جوهر المصالحة الوطنية التي بادر بمسعاها رئيس الجمهورية والمتمثلة في التصالح مع الذات"· وأضاف السيد أحمد أويحيى أنه بعد استعادة الأمن والطمأنينة في البلاد " يجب أن تنصب الجهود على مكافحة الفقر والبطالة والفساد للتصالح مع الذات وأن الحل اليوم يتمثل في إكمال المسار بإشراك المواطنين في اختيار ممثليهم ومن ثمة إقحام المجالس المحلية في تقرير مسار التنمية على خطى الأسلاف الذين كانوا يختارون "الجماعة" لفض النزاعات وتسوية مشاكل العامة"· وذكر الأمين العام للأرندي في هذا الصدد، بما يسمى "التويزة" عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي خاصة في خدمة الأرض، مشيرا إلى أن "دور المجالس الشعبية البلدية والولائية هو الوقوف إلى جانب المواطن وإشراكه في التخطيط للمشاريع المناسبة انطلاقا من معرفته الجيدة للواقع"· واشترط السيد أويحيى في ذلك أيضا "استشارة الأحزاب بدون مزايدة"، موضحا أن "دور حزب التجمع حاليا هو تقديم ملاحظات عن أحوال الناس لتقويمها بالتي هي أحسن مثلما ينص عليه الإسلام الحنيف لتحقيق العدالة الاجتماعية"· وشدد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي على ضرورة الاهتمام بالقطاعين الفلاحي والصناعي وضرب مثالا عن ولاية تيارت وما تعرفه الهياكل المنجزة من إهمال مثل سد الدحموني الموجه للسقي الفلاحي الذي لم يستغل منذ إنجازه في سنة 1986 وتوقف نشطات المحطات الثلاثة لمعالجة البذور والتمادي في تعميم غرس الأشجار المثمرة على حساب زراعة الحبوب التي تشتهر بها الولاية· كما تحدث السيد أويحيى في نفس السياق عن مطار "عين بوشقيف" الذي استهلك انجازه، كما قال "أموالا باهضة ولا تحط به سوى طائرات لنقل الحجاج في موسم الحج"، حاثا على التفكير بجدية في استغلال المشاريع المبرمجة حاليا مثل خط السكة الحديدية للهضاب العليا· ودعا مسؤول حزب التجمع إلى التفكير بجدية في ترقية المناطق الداخلية بجلب الاستثمار لها بتخفيض قيمة الضرائب وبالتالي فتح مناصب الشغل وضمان استقرار السكان على عكس ما يحدث حاليا حيث أن ولاية تيارت، كما قال تحصلت على 55 ألف منصب شغل في إطار برنامج الهضاب العليا والمخطط الخماسي للتنمية دون التمكن من تحسين الأوضاع لا سيما في مجالي الري والأشغال العمومية· وركز السيد أويحيى في نفس السياق على ضرورة استغلال "البحبوحة المالية التي تتمتع بها الجزائر لإنجاز مشاريع تخلصها من التبعية للخارج مثل إنشاء مصنع لتركيب السيارات وكذا مسح ديون الفلاحين للنهوض بالقطاع "، مشيرا إلى أن حزبه يتفاءل بمستقبل زاهر للجزائر ويعمل على بعث الأمل في نفوس المواطنين· وكان السيد أويحيى أكد يوم الاثنين بمدينة غليزان على "أهمية منح القرار للمجالس المنتخبة حتى تساهم في دفع وتيرة التنمية على المستوى المحلي" · موضحا في تجمع شعبي أشرف عليه أن"اتخاذ القرارات محليا وانتخاب الأشخاص المناسبين وإصلاح القوانين من شأنه تحقيق نتائج ايجابية، إذ ستمكن البلديات على سبيل المثال من منح التسهيلات اللازمة للمستثمرين كتوفير العقار بأسعار تحفيزية وتخفيض الضرائب"، مضيفا أن اقتصاد السوق يستدعي المنافسة بين المناطق لجلب الاستثمارات وخلق مناصب شغل· واعتبر الأمين العام للأرندي أن الوقت قد حان للمجالس الشعبية البلدية أن يكون لها "دور حقيقي وفعال" من أجل الإسهام في بناء الوطن وتحسين الأوضاع بالنظر إلى البرامج التنموية المتوفرة والإصلاحات الجارية في البلاد.