مما لا شك فيه أن انتخاب الحاج محمد روراوة على رأس الهيئة الكروية، لعهدة ثالثة في إطار تجديد الهيئات الرياضية الوطنية، يعني الكثير بالنسبة لأسرة كرة القدم الجزائرية، التي لم تتوسم في غيره المؤهلات التي تحدث التغيير داخل هيئة تعرضت في كثير من المرات إلى انتقادات لاذعة في الاعلام وفي الشارع، في ظل تراجع مستوى الكرة في بلادنا وفي ظل عجز المنتخب الوطني، عن تحقيق أهداف ما بعد مرحلة مونديال 2010، لعبها وكأنه ضيف شرف، وكرر التجربة في ”كان” 2013، دون أن يعطي الانطباع بأن مرحلة ما بعد مونديال جنوب إفريقيا، كانت إيجابية أو مثمرة . وإذا كان روراوة قد استعد لعهدته الجديدة بما يملك من مفاتيح سرية في ظل غياب منافسين له، ونجح في الحفاظ على عرش قلعة دالي ابراهيم، فإن ما تأمله جماهير اللعبة في الجزائر، هو تجسيد ما طرحه كبرنامج في الميدان وليس في التصريحات والحوارات، لأن الشارع الكروي الجزائري، مازال يتذكر ويحفظ عن ظهر قلب كل ما قاله باترون الفاف في عهدته الاولى التي ودعها في ظروف استثنائية، وفي العهدة الثانية التي اقترح فيها برنامجا احترافيا بثقافة هواة، ليقر في نهاية عهدته، بأنه لابد من مراجعة هذه المنظومة، وهو الذي كان يدرك أن المحيط الذي زرعت فيه الفكرة، كانت تهدده الاعشاب الضارة، وأي مشروع كبير كهذا كان لابد أن تكون دراسته دقيقة وقوانينه صارمة، ويتطلب لنجاحه قيام شركات ”قادرة”، وهو مع الاسف ما لم يتوفر، ففشلت تجربة الاحتراف، وتحولت أنظار روراوة والفريق الذي معه إلى البحث عمن يدافعون عن ألوان المنتخب خارج الجزائر، لأن مناخ بطولتنا المحترفة لم يضغط على ارحام الاندية المحترفة بين قوسين، لتنجب لاعبين من طينة الذين تلهث الفاف لتسوية أوضاعهم، من أجل تقمص الوان ”الخضر”، دون أن تقوى على عتابهم أو توبيخهم عند كل فشل أو تقاعس، لأن الفاف لم تدفع دينارا واحدا على تكوينهم وإعدادهم . إن هذه التجربة الفاشلة تحتم في الواقع على روراوة وفريق العمل الذي سيشتغل معه طوال هذة العهدة الاولمبية الجديدة، العمل بدون هوادة لوضع قاطرة الكرة الجزائرية على السكة، طالما أن العيوب أصبحت مدونة ويجيد قراءتها حتى من لايفقه في اللعبة، وطالما أن الدعم المعنوي الذي تلقاه رورواة، في الجمعية العامة الانتخابية، قد يعطيه كل الصلاحيات لإدخال تعديلات جوهرية على الاحتراف بالدرجة الاولى، وفرض قوانين صارمة لإدارة هذا الملف على مستوى الاندية، بهدف استئصال التهاون.