يطرح ملتقى عبد الحميد بن زين تساؤلات حيوية بخصوص مصير الإعلام الجزائري ولاسيما بعد تجربة خمسين سنة، وبالتزامن مع عزم الدولة على فتح مجال السمعي البصري على الخواص، حيث يعتقد الأستاذ بالمدرسة العليا للصحافة، السيد بلقاسم مصطفاوي، أنه من الأهمية معرفة أهداف الرسائل التي توجهها القنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة، وهل تؤدي دورها في ممارسة الإعلام الحرّ أو أنها عبارة عن ”حوانيت” تمارس التجارة. وأكد رئيس جمعية أصدقاء ”عبد الحميد بن زين”، الأستاذ بلقاسم مصطفاوي أمس، بالجزائر العاصمة، خلال افتتاح الملتقى الذي يتناول ”إشكاليات التاريخ والواقع، وتحديات حرية التعبير”، أنّ الهدف من تنظيم اللقاء، هو التعريف برجال ونساء الجزائر الذين يعكسون زخم وثراء البلاد بمبدعيها ومفكريها، من أمثال زليخة وأخيها عبد الحميد بن زين، الذي يعتبر مناضلا من أجل حرية التعبير، وقد كان إبان الثورة التحريرية مناضلا من أجل الاستقلال. وأضاف المتحدث، أنّ الملتقى من خلال ثلة من الأساتذة والأكاديميين وأخذا بتجربة بعض الإعلاميين، سيضع واقع الإعلام الجزائري في الصورة الراهنة، ويتساءل هل الإعلام الجزائري الخاص، في ظل التنوع الحاصل في مجال السمعي البصري والمكتوب أيضا ورقي أو إلكتروني، يمارس حريته في الإعلام، أو يمارس التجارة ويصرف النظر عن المهنة المحورية التي يتوجب القيام بها؟، مثيرا سؤالا آخر يتمثل في ماذا تريد هذه الوسائل أن تفعل بالجمهور والمتلقين، أي رسالة يجب أن تصلهم؟ وأشار، إلى أنّ الإجابة ينبغي أن تكون متصلة بالتزامها لصفة الجزائرية، بمعنى أن المضامين تهم الجزائريين بالدرجة الأولى وتثير مشاغلهم اليومية.من جهته، كان للأستاذ بلقاسم أحسن جاب الله، مداخلة لعرض موضوع ”تطور المشهد الإعلامي الوطني 1962-2012”، أكد فيها أن من بين كل أنواع الوسائط الإعلامية، نجد أن الإعلام الإلكتروني يتمتع بحرية مطلقة، والجرائد الخاصة التي نتجت بعد فتح المجال للتعددية الحزبية والإعلامية، كانت تمارس حريتها في هامش بسيط، ولكنه كان أحسن من فترة الأحادية الحزبية. مشيرا إلى أن هذه الجرائد الخاصة كلها كانت تمارس عليها الرقابة الجزئية من طرف أجهزة الدولة وحزب جبهة التحرير الوطني، حتى لا تحيد عن الإيديولوجية المتبناة وقتئذ. وكشف المتحدث، عن بعض الأرقام الهامة التي رصدت تطور الإعلام الجزائري، إذ تحوي المنظومة الإعلامية اليوم 320 عنوانا، منها 129 يومية، وأنّ عدد الصحافيين الآن يناهز ال6 آلاف صحفي، في حين بلغ 1500صحفي سنة 1986، كما تحصي الجزائر اليوم 55 محطة إذاعية، 48 منها إذاعات محلية خاصة بكل ولاية، وهو ما يشجع الإعلام الجواري، حسب المتحدّث. وأكد السيد أحسن جاب الله، أنّ المحطات التلفزيونية الخاصة التي تبث عبر الفضائيات ما تزال متأخرة، وتسير ببطء، وهي ظاهرة عالمية لا تخص الجزائر فقط، معبرا أنها حالة مرضية لكنّها شديدة في بلادنا.