عاد مصطفى بيراف من جديد إلى أحضان عائلة الحركة الرياضية الجزائرية في أعقاب الجمعية الانتخابية للجنة الأولمبية التي فاز برئاستها بمائة وأربعة (104) أصوات مقابل واحد وثلاثين (31) صوتا لمحمد بوعبد الله، الذي كان منافسه الوحيد في هذه العملية. التنافس بين المترشحين لم يكن شديدا مثلما توقعته الأوساط الرياضية التي تابعت عن كثب أطوار التحضير لهذه العملية، حيث ظهر التباين بسرعة في حظوظ كل مترشح لاعتلاء سدة اللجنة الأولمبية، وذلك من خلال التقدم الكبير في الأصوات الذي كان لصالح مصطفى بيراف، والذي استفاد من دعم كاسح من عدد كبير من الاتحاديات الرياضية التي فضلت منح أصواتها لهذا الأخير، لتأكدها من أنه سيعيد الهيبة للجنة الأولمبية الجزائرية بعد أن عرفت هذه الأخيرة مشاكل عويصة في العهدة السابقة.وقد عرفت عملية أمس أعلى نسبة من حيث المشاركة في التصويت، بعد أن بلغت الجمعية العامة النصاب القانوني بحضور 65 عضوا والتي تسمح قوانينها لاتحادياتها بالإدلاء بصوتها أربع مرات، وصوت واحد لكل أعضاء اللجنة الدولية الأولمبية وصوتين لممثلي الرياضيين.وبحسب الآراء الكثيرة التي استقيناها من المشاركين في هذه العملية، فإن بيراف استثمر بشكل كبير علاقاته الواسعة والقديمة مع مختلف أقطاب الحركة الرياضية الوطنية وانتزع تأييدها بفضل الحملة التي قام بها، على عكس منافسه محمد بوعبد الله، الذي وإن كان برنامجه متشابها كثيرا مع برنامج بيراف، قام بحملة محتشمة لم تستقطب كثيرا الأطراف المعنية بهذه العملية، وذلك لأسباب عديدة، منها بشكل خاص محدودية علاقاته مع كثير من الاتحاديات الأولمبية، فضلا عن نقص خبرته في مجال تسيير شؤون اللجنة الأولمبية، حيث يتفوق عليه بيراف كثيرا في هذا المجال بعد توليه شؤون هذه الأخيرة لثلاث عهد، كما كانت الخرجات الإعلامية الأخيرة لبيراف مؤثرة جدا على أعضاء الرياضة الأولمبية الجزائرية، التي رأت في شخصه الطرف الذي يمكنه لم شمل الرياضيين، لا سيما وأن الحركة الرياضية الجزائرية تشهد ركودا كبيرا لا يمكن أن يحرك ويبعث نشاطها من جديد، سوى رجل يدرك حجم مشاكلها ويملك خبرة طويلة في مجال التسيير، هو ما يفسر بصفة عامة الاختيار الذي وقع على مصطفى بيراف الذي اعترف بنفسه بصعوبة المهمة التي تنتظره.