تشهد شواطئ ولاية تيزي وزو إقبالا كبيرا للعائلات التي تقصدها لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان البحر، والاستمتاع بهدوئه بعيدا عن الضجيج، مع زحمة المدينة وضغط العمل. فبعدما كانت تقصدها في الصيف فحسب، باتت تفضل قضاء عطلة نهاية الأسبوع بها، رغم برودة الطقس وحالة الجو الشتوية الغائمة، الباردة والمكتئبة أحيانا. الزائر للمناطق الساحلية، على غرار أزفون وتيقزيرت، يلاحظ حتما التغيّر المسجل بهما، فبعدما كانت تعرف غيابا شبه كلي للعائلات في فصل الشتاء بسبب البرد القارس والرياح القوية التي تعرفها المنطقتان خلال الموسم، باتت تعرف إقبالا كبيرا للعائلات والمواطنين الذين يقصدونها للاستمتاع بالمناظر الجميلة التي ازدادت جاذبية، بعد الحلة الجملية التي اكتساها الميناء الذي توسعت خدماته، خاصة أنه أصبح يضم جزيرة صغيرة بها قوارب لنقل الراغبين في زيارتها، علما أنها تضم أصنافا مختلفة من الطيور الجميلة والمميزة التي أثارت فضول الزوار الراغبين في رؤيتها، كما يضم الميناء مساحات مهيأة للتسلية، حيث دعمت بالألعاب المخصصة للأطفال، فضلا عن تهيئة فضاءات مخصصة للكبار. يقول السيد عبد النور مواطن ل ”المساء”؛ إن نوعية الخدمات التي جمعت بين الصيد والسياحة بالميناء، كان لها الفضل في استقطاب العائلات، إضافة إلى الآثار الرومانية التي لعبت دورا في جلب السياح. وإضافة إلى مجموع المطاعم الموزعة على الشاطئ، والتي تفتح أبوابها على مدار أيام السنة لتقديم مختلف أنواع الأسماك الطازجة واللذيذة، حيث صنعت نوعا من التغيير. كما يوجد أمام مدخل الميناء باعة الأسماك الطازجة، مما يتيح فرصة اقتنائها من عين المكان، خاصة أن ميناء تيقزيرت مخصص للصيد والسياحة. المميز في المنطقة أيضا هو احتواؤها على آثار رومانية مطلة على البحر، حيث يخيل للمتواجد بالمكان أنه في إحدى القلاع الرومانية، كونها لا تزال محافظة على الهندسة المعمارية لتلك الحقبة، حتى أنه يخيل لك أنك تعيش فيها، ولا يفوّت الزوار فرصة التقاط صور تذكارية في هذه اللوحة الفنية التي خصّ بها الله مدينة تيقزيرت. وعلى بعد حوالي 40 كلم، تتواجد مدينة أزفون التي تعرف بدورها توافدا كبيرا للعائلات، للاستمتاع بجمالها الذي جمع بين المناظر الطبيعية الجذابة والسياحة الساحلية، من خلال الشواطئ الموزعة على طول شريطها الممتد من مدينة تيقزيرت إلى غاية الحدود الفاصلة مع ولاية بجاية، إذ تمتاز بمناظرها الساحرة والجملية التي لا تشبع العين من رؤيتها. يعرف ميناء أزفون المخصص للصيد إقبالا لعشاق البحر وانتعاشا طيلة أيام الأسبوع، ليرتفع خلال نهايته بازدياد عدد الزوار، حيث تصطف طوابير السيارات المرقمة من عدة ولايات، خاصة ”16” ، إضافة إلى توافد بعض سكان الولايات المجاورة لقضاء فترات بين أحضان البحر وتناول مختلف أطباق الأسماك المتحضّرة هناك، حيث تعطر رائحة السمك المشوي الأجواء وتفتح الشهية. وتجوب القوارب أيضا المكان، ويزداد رونقها خلال الفترة التي تشهد خروج الدلافين، مما يزيد من متعة العائلات، حيث يقول أحد عمال الميناء ل ”المساء”؛ ”توافدت العائلات بقوة على الميناء، رغم برودة الطقس والنقائص التي يعرفها الميناء، إلا أن ذلك لم يمنع الأسر من النزهة، الترفيه عن النفس والتخلص من الضغوطات. وكمصدر للإلهام أيضا، فقد أنجبت أزفون العديد من الوجوه الفنية، السينمائية، الأدبية والرياضية، حيث زادتها إنجازات أبنائها قيمة وشهرة”.