فشل الفريق الوطني لأقل من 20 سنة في المرور إلى الدور نصف النهائي من منافسة كأس إفريقيا للأمم لهذه الفئة الجارية بمدينتي عين تموشنت ووهران، عقب خسارته المرة – وهي الثانية في الدور الأول – أول أمس بملعب المركب الرياضي ”عمر أوسياف” بمدينة عين تموشنت أمام المنتخب الغاني بهدفين دون مقابل سجلا في الشوط الأول من قبل ساليفو في الدقيقة 4 وإسيفواح في الدقيقة ال29... رغم التغييرات التي أجراها مدرب الفريق الوطني، جان مارك نوبيلو والتي كانت منتظرة، بإشراكه اللاعبين بن قابلية وشريفي منذ انطلاق المباراة، إلا أن ذلك لم يمكن ”الخضر” من تدارك العثرتين الخاطئتين السابقتين، واستغلال فرصة الحظ الأخير أمام الغانيين، الذين كانوا أحسن من أشبال جان مارك نوبيلو على جميع المستويات، فقد كانوا السباقين إلى فتح مجال التسجيل باكرا (في د 6) عن طريق قذفة قوية من خارج مربع العمليات هزمت يقظة الحارس طرش، وهذه الأسبقية المبكرة كان منتظرا أن يبادر بها زملاء فرحات، لكن جاءت من خصمهم، ويجب الاعتراف بأن هذا الهدف الغاني المباغت أثر كثيرا على معنوياتهم، وظهر ذلك جليا في صعوبة نسجهم للهجمات التي كانت قليلة، وجاءت كلها تقريبا على الجهة اليمنى التي تواجد فيها فرحات، لكنهم لم يقدروا على إتمامها بنجاح داخل الشباك الغانية، ومع مرور وقت الشوط الأول بدأ يتضح مستوى التشكيليتين والفوارق بينهما، فبالنسبة للجزائرية فنقائصها – وهي قاتلة - تمثلت في وسط ميدانها، الذي لا يتقدم ولا يدعم خط هجومه، بل بالعكس ضيع كرات عديدة عادت بالوبال على المنتخب الوطني، اثنتان منها أهدرهما بوريدم تسببتا في عقاب غاني بهدفين، وخط هجوم لا يتابع، إضافة إلى ثقل ونقص التفاهم بين مدافعي المحور بين تومي ومدني، فهما لم يلعبا مع بعض مباريات كثيرة حتى يخلقا الانسجام بينهما، علما أن تومي ينشط في نادي مونبليي ومدني خريج أكاديمية الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وثقل الدفاع، مكن المهاجم الغاني أسيفواح من التخلص من الرقابة الفردية، وتسجيل الهدف الثاني لمنتخب بلده في الدقيقة 29 ليقضي على معنويات الجزائريين لاعبين وأنصارا، هؤلاء الذين غادروا المدرجات بأعداد كبيرة حتى قبل نهاية الشوط الأول لما تأكدوا بأم أعينهم من عجز زملاء الحارس طرش عن إزعاج الدفاع الغاني وحارسه وخلق مساحات داخل مربع العمليات، بل والشيء الكارثي هو ضعفهم في القيام بتمريرات دقيقة فيما بينهم... في الجهة المقابلة، ظهر المنتخب الغاني أكثر ثقة وتحضيرا نفسيا، مستغلا الضغط الشديد الذي كان على كاهل المنتخب الجزائري، ولاعبوه يصنعون ويستطيعون اللعب في مساحة صغيرة ويحسنون التصرف بالكرة فيها، وينقلونها بسرعة إلى منطقة المنتخب الوطني، الذي سلم من تلقي أهداف أخرى على مدار الشوطين، وخاصة في الدقيقة 41 من قبل أسيفواح الذي لم يهدأ من إزعاج المنتخب الوطني مستغلا ثقل تحركات المدافعين الجزائريين، ما يطرح سؤالا كبيرا حول تحضيرات ”الخضر” لهذا الموعد الإفريقي، وتأكد أنها لم تكن بحجمه وأهميته... واستمر اللقاء يستهلك دقائقه دون جديد لعبا ونتيجة إلى غاية صافرة النهاية، التي رشحت منتخب ”النجوم السوداء” للعب الدور نصف النهائي بعد غد الثلاثاء بملعب الشهيد أحمد ضد المنتخب المالي في لقاء قوي، يعد نهائيا قبل الأوان.
من المسؤول عن الكارثة الكروية بعين تموشنت؟ وبعد هذا الإقصاء المر والظهور الشاحب لمنتخبنا الوطني، يحق طرح السؤال عن المسؤول عن هذه الخيبة هل هو المدرب الوطني الفرنسي جان ماك نوبيلو، الذي كان قد صرح أكثر من مرة بأن النخبة الوطنية حضرت جيدا، وانقسم إعداده لها على مرحلتين: 7 أشهر كاملة قضاها في تجريب اللاعبين، حيث كشف أنه عاين فيها أكثر من 1500 لاعب، و8 أشهر أغلق فيها أبواب مركب سيدي موسى على نفسه ولاعبيه؟ أم الاتحادية التي لم تحسن اختيار الكادر الفني المناسب لهذه الفئة وتفضيلها الأجنبي على المحلي، وجنوحها إلى لتكوين بإنشائها لأكاديمية، حيث مثلها في منتخب أقل من 20 سنة ما لا يقل عن 13 لاعبا؟ أم اللاعبون الذين لم يتحملوا مسؤولياتهم تجاه ألوان منتخبهم وأنصاره؟ أم الأندية التي يشار إليها بأصابع الاتهامبأنها تخلت عن التكوين الجدي والناجع واتبعت سياسة النجومية المزيفة وإغداق الأموال على لاعبين لا يحسنون الدفاع عن أنديتهم فما بالك بالألوان الوطنية، وكانت هذه الأندية محل انتقادات نوبيلو في ندوة صحفية أعقبت الهزيمة أمام المنتخب المصري؟ أم أن كل هذه الأسباب اجتمعت وصنعت كارثة كروية جزائرية جديدة لا نتمنى أن تتسع لتشمل الأكابر؟ الأكيد، وهي الحقيقة الماثلة أمام أعين الجميع، أن المشرفين على الكرة الجزائرية، لم يصنعوا فريقا بحجم هذه المنافسة وحلمهم بالذهاب إلى المونديال بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود.