كشفت دراسة حديثة أن غالبية العائلات الجزائرية لا تؤمن نفسها من الكوارث الطبيعية، وإن عددت الدراسة أسباب هذا العزوف، فإن هناك سببا لا يمكن أن يكون محل خلاف، وهو نقص ثقة المواطن في شركات التأمين التي يرى فيها صنادق تقبض ولا تعوض. وهذه القناعة تولدت لديه انطلاقا من تجربة شركات التأمينات في التعويض عن حوادث السيارات، بحيث أن البيروقراطية وطريقة تعاملات شركات التأمين مع المؤمنين تساهم بقدر كبير في هذا العزوف ولا تساعد على ترسيخ ثقافة التأمين، كما هو معمول به في باقي المجتمعات المتطورة. فمجرد حادث مرور يجعل المؤمن يهرول صباح مساء دون الحصول على التعويض في الوقت المناسب، حتى أن بعض مكاتب التأمين تنظر إليه على أنه شحات وليس زبونا له حقوق! ومن هنا تولد الاعتقاد بأن التأمين عن السيارة والمنزل والممتلكات هو تضييع وتبذير للمال، مادام التعويض في حالة وقوع كارثة غير مضمون أو لنقل لا يكون في مستوى حجم الكارثة. ثم إن اللوم ليس على المواطن بل على شركات التأمين التي لا تقوم بدورها التحفيزي للتعريف بخدماتها قصد جلب أكبر عدد من المؤمنين خاصة إذا تعلق الأمر بخدمات جديدة والمساهمة في ترسيخ ثقافة التأمين التي للأسف لا تزال غائبة في مجتمعنا، لأن الضمانات لا تزال غير واضحة لدى المواطن ويحق القول أن هذه الثقافة ليست غائبة بل غيبتها بيروقراطية شركات التأمين.