مع إطلالة الربيع بنسائمه وجوّهِ المعتدل، ينساق محبو الطبيعة نحو الحدائق العمومية حيث يجدون بساطا أخضر في انتظارهم تصطف حوله مختلف ألوان الربيع المُختَزلة في العديد من أنواع الزهور والورد، ولا داعي للتذكير بالأثر الإيجابي للطبيعة وجمالها على نفسية الفرد، خاصة الموظف ”المحبوس” في وظيفته طوال أسبوع، ولئن كانت هذه حقيقة لا غبار عليها، فإن حقيقة أخرى تظهر للعيان علانية وتفسد جمال تلك الأماكن بسبب تحويل البعض لها وجعلها ملتقى للفساد الأخلاقي ومرتعا للمنحرفين حتى في وضح النهار، هذا دون إغفال المختلين عقليا ممن قد يعتدون بالمكان على الناس من حيث لا يحتسبون! وتسجل أغلب الحدائق العمومية بالعاصمة أعدادا محتشمة من العائلات بالرغم من إعادة تهيئتها، والسبب حسب البعض، الاستياء والتذمر من الوضعية التي آلت إليها هذه الحديقة أو تلك، ولا داعي لذكر أسباب امتعاض المواطنين وغضبهم من تحويل تلك المساحات الخضراء المخصصة أساسا لاستقبال العائلات والسماح لأطفالها باللعب والاستمتاع بنقاوة الهواء، إلى وكر للفساد ومرتع للعشاق، بل نتساءل بإلحاح عن سبب غياب الرقابة؟ كثيرون من يتأسف على تعفن الأوضاع داخل بعض الحدائق، إلى درجة اضطروا معها إلى هجرها وتفادي المرور أمامها خوفا من الاعتداءات، فإلى متى يستمر فساد أخلاق البعض في معاقبة المواطنين والعائلات والأطفال على وجه التحديد؟ يحدث هذا في ظل غياب أي تحرك لاحتواء هذا الوضع الذي يطرح عدة تساؤلات حول أسباب هذا الصمت!