تنزل السينما الإيرانية ضيفة على الجمهور الجزائري من خلال تظاهرة بادر بها مركز السينماتيك، وستنطلق العروض في 8 ماي لتستمر إلى غاية ال 15 منه. تتضمن التظاهرة عروضا لأفلام الخيال والأفلام الوثائقية، كما سيحضر العديد من الممثلين والمخرجين والنقاد الإيرانيين، لتنشيط ندوات خاصة بالفن السابع في إيران، وسيكون كل عرض متبوعا بنقاش مفتوح مع الجمهور يحضره مخرج الفيلم. تخصص هذه الدورة للإنتاج السينمائي الإيراني المستقل، وستحضر 7 أفلام هي “العَبَرَة” لرضا درميشان و«قطعة خبز” لكمال تبريزي “ وللسيد رضا مير كريمي “قريب جدا بعيد جدا” و«مكعب سكر” وفيلم “مانلين” لخون بازي و«الدعوة” لإبراهيم حاتمي و«طعم الكرز” لعباس كيارستمي. أما في الأفلام الوثائقية فسيعرض “حوار في الضباب” و«آزادي” و«من كلام المزارع” و«المادة 61” و«مدرستنا” و«سيانوزة” و«ما كان أجمل وادينا” و«السيدة زينة في يوم خاص” و«في الأربعين من العمر”. الوفد السينمائي الإيراني يتكون من 11 فردا أغلبهم مخرجون كرضا مير كريمي وحسين عباسي وحميد آل حمودي ومهوش شيخ الإسلامي وكمال تبريزي ورضا درميشان، ومن الممثلين تحضر الممثلة باران كوثري ورونا نونهالي وسعيد بورصميمي، إضافة إلى حضور خبراء سينمائيين. لقد أستطاع هؤلاء السينمائيون وغيرهم تحقيق أسطورة السينما الإيرانية، التي فرضت نفسها في المحافل الدولية، حيث لا يكاد يخلو مهرجان دولي من الحضور الإيراني، علما أن الأعمال الإيرانية المشاركة غالبا ما تكون منافسا قويا على الجوائز. للإشارة، من بين أهم الأفلام التي ستعرض فيلم “العبرة” الذي شارك في أهم المهرجانات السينمائية الدولية، الذي صورت مشاهده في تركيا، وهو يعالج مشكلة الهجرة والمصاعب التي تكتنفها، كما يصور مرحلتين من حياة حامد وجالة، الأولى تتميز بالهدوء والود والثانية عبارة عن 8 ساعات تفصل في علاقة هذين الشابين... قامت بدور البطلة باران كوثري التي ستلتقي بالجمهور الجزائري. يشارك في دورة السينماتيك، أيضا فيلم “طعم الكرز” الذي تحصل صاحبه عباس كيارستمي على جائزة كان بفرنسا. وتبقى إيران من أكثر الدول نشاطا في مجال صناعة الأفلام على المستوى العالمي، فهي تنتج أكثر من مائة فيلم سنويا، إضافة الى الأفلام الوثائقية وتلك الأفلام التي تنتج في السرية، وأغلب ما تنتجه إيران أفلام غير دعائية ولا تجارية، كما أن الأفلام ذات الاتجاه الديني لا تتعدى نسبتها 6 بالمائة. ينتقد البعض السينما الإيرانية كونها لا تعالج مباشرة الواقع الاجتماعي الصعب، بل أن إنتاج هذه الأفلام هو هروب من الواقع، وحسب بعض النقاد فإن السينما الإيرانية تقف دوما على الحياد خوفا من الرقابة، علما أن الكثير من السينمائيين هاجروا إلى خارج إيران ليتمكنوا من الإنتاج.