الظاهر أن طوابير الانتظار التي تعرفها مختلف محطات توزيع الوقود والبنزين بولاية وهران لن تنتهي غدا ولا بعد غد، وذلك بسبب عدم تمكن مؤسسة نفطال من مسايرة عملية التوزيع والاستجابة لحجم الطلب المتزايد على مختلف أنواع البنزين والوقود، حيث لاحظنا خلال زيارة لعدد من المحطات المنتشرة عبر المدينة وكذا الولاية، بأن الأمر غير عادي، إذ يعيش أصحاب المركبات على أعصابهم بمجرد التفكير في ضرورة التزود بالبنزين، ويبقى أن الذين يواجهون المشكل بأكثر حدة من أصحاب العربات هم أولئك الذين يعملون على التزود بالمازوت من أصحاب الشاحنات والحافلات، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على حركة تنقل المسافرين. كما عبر من جهة أخرى العديد من الفلاحين عن استيائهم من هذه الوضعية التي لم يألفوها ولم يكونوا يتوقعون حدوثها موسم الحصاد الذي تستعمل فيه العديد من الآلات الفلاحية مثل الحاصدات والدارسات. ومن منطلق الجولة التي قادتنا إلى مختلف المحطات، فإن أصحابها ومسيريها يؤكدون أن مشكل التموين بالبنزين وقلته ليس وليد الأيام الماضية، بل يعود إلى شهرين على الأقل وذلك عندما توقفت محطة تكرير البترول بالمنطقة الصناعية لأرزيو عن تموين مختلف المحطات بسبب عمليات الصيانة التي تقوم بها دوريا وكل سنة. وبالتالي فإن توقف نشاط التكرير أثر سلبا على مختلف عمليات التموين بالمحطات التي لم تسع إلى توفير المخزون الكافي من البنزين، زيادة على أن الندرة لم تمس البنزين من دون رصاص أو الممتاز بل امتد إلى المازوت الذي كثر عليه الطلب. ولعل ما زاد الطين بلة، هو كثرة الطلب على مختلف أنواع البنزين بسبب كثرة تنقل الأشخاص وتوجههم في العطلة إلى شواطئ البحر وكثرة الأعراس والولائم، الأمر الذي يزيد من الحركة والطلب على هذه المادة. ومن هذا المنطلق، فإن عملية التخزين التي كانت تتم في السابق على مستوى المحطة الجهوية لتوزيع الوقود الكائنة بحي الضاية لم يعد بإمكانها الاستجابة للطلب المتزايد، بسبب قلة عدد شاحنات التوزيع، التي رغم أنها أصبحت تزود مختلف المحطات مرتين في اليوم والليلة، إلا أن ذلك لم يعد كافيا بسبب كثرة الطلب موازاة مع كثرة العربات من مختلف الولايات القادمة إلى ولاية وهران من أجل التزود بالبنزين بمختلف أنواعه، لا سيما من ولايات سيدي بلعباس والنعامة والبيض وعين تموشنت وبالخصوص تلمسان التي لم يجد واليها إلا حيلة تسقيف التزود في حدود 500 دينار، من أجل وضع حد لحالة يصعب كثيرا التحكم فيها على مستوى الحدود الغربية التي أصبحت معبرا للعديد من السلع الجزائرية الاستراتيجية باتجاه المغرب، مقابل مختلف أنواع الممنوعات التي يتم استقدامها من نفس البلد. ويبقى المشكل مطروحا بأكثر حدة، لو لم تعمل مصالح مؤسسة نافطال على تدارك الوضع في آجاله. ويؤكد مسؤولو نفطال، أن الأمر لن يطول كثيرا وأنه سيتم التحكم في الوضع بصفة آلية بعد إعادة تأهيل مصفاة أرزيو التي تشهد عملية صيانة خاصة، وأنها عرفت عملية توسيع منذ أزيد من ثمانية أشهر، وهو الأمر الذي سمح برفع الطاقة الاستيعابية لهذه المحطة بما يعادل 50 بالمائة لتصل الآن إلى 8 ملايين متر مكعب سنويا، بعدما كانت في السابق لا تتعدى 3.5 مليون متر مكعب سنويا، يضاف إليها إنتاج ما لا يقل عن 206 ألف طن سنويا من غاز البوتان المميع و170 ألف طن سنويا من الزيوت الصناعية الأساسية المختلفة و140 ألف طن سنويا من الزفت. كما شملت عمليات التأهيل والصيانة تجهيز المصفاة بمحطة لمعالجة النفايات البترولية بطاقة 250 متر مكعب في الساعة الواحدة وبمقاييس عالمية هدفها الحفاظ على البيئة والمحيط.