تحتل الشاربات حصة الأسد على المائدة الجزائرية خلال شهر رمضان، حيث تزيح المشروبات الغازية من الماركات العالمية، إلا أن المؤسف في الأمر، أن هذا المشروب الذي يحضره كل من هب ودب بطريقة عشوائية يهدد الصحة العامة، وهذا ما دقت بشأنه ناقوس الخطر جمعية حماية المستهلك. في جولة قامت بها “المساء” عبر بعض الأسواق الشعبية من أحياء العاصمة، لاحظنا أن هذه المشروبات تحضر في دلاء بلاستيكية غير مختصة، ثم يعمل بائعها على دمج المكونات داخلها، مستعينا في ذلك بأعواد خشبية، لتوضع في الأخير بأكياس بلاستيكية، وتباع تحت أشعة الشمس الحارقة. وحول هذا الموضوع، شدد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، على أن القاعدة الأساسية التي تضمن سلامة المنتوجات الغذائية هي عدم تعريضها لأشعة الشمس وحفظها في أماكن باردة، إلا أن هذه المعايير لا تنطبق على “الشاربات” التي تحتل أرصفة شوارع معظم أحياء العاصمة خلال الشهر الفضيل، الأمر الذي يهدد سلامة المواطن الذي يقتنيها يوميا بسذاجة، دون معرفة مخاطرها العديدة، مضيفا أن انتشار الأسواق الفوضوية المتميزة برخاء أسعارها، وراء انتشار هذا المشروب المعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى أكسدة وتفاعل المواد المكونة لها، فغياب الوعي، الفطنة والثقافة الاستهلاكية يجعل هذه الأسواق مستقطبة للزبائن بشكل كبير. كما يلقي زبدي بالمسؤولية على عاتق التجار والمواطنين على حد سواء، حيث قال: “إن المسؤولية ليست ملقاة على عاتق التجار فقط، فللمواطنين أيضا نصيب من المسؤولية في هذه الظاهرة، لأننا دأبنا على عادة سيئة تتمثل في اقتناء الحاجات الزائدة خلال رمضان، وهذا ما يدفع التجار إلى تخزين المواد الغذائية، بما فيها المشروبات الغازية والعصائر، بعيدا عن الحفظ الصحي والشروط اللازمة. وفيما يتعلق بالأخطار التي تحدثها هذه المواد على الصحة، يقول زبدي: إن المشروبات ككل، سواء كانت غازية أو عصائر معروضة تحت أشعة الشمس، تعتبر خطيرة وتؤدي إلى الإصابة بتسممات غذائية، حتى الفواكه الطبيعية تحتوي على مواد كيميائية حساسة سريعة التأكسد بمجرد تعرّضها للأكسيجين لمدة طويلة، إذ تشكل خطرا، لاسيما المواد الكيمائية وغير الطبيعية التي تدخل في تركيب هذه المشروبات التي تباع في الأسواق، باعتبار السوائل سهلة الهضم وتنتشر بسرعة في الأوعية الدموية، مما يسبب تسممات غذائية خطيرة، وعسرا في الهضم وحساسيات عديدة للمواد المكونة لها. يعود أصل الشاربات إلى ولاية البليدة، وبالتحديد بلدية بوفاريك التي اشتهرت بإعداد هذا المشروب خلال رمضان، باستعمال مواد طبيعية وفواكه طازجة، إلا أن الولايات المجاورة أصبحت تقلد الاسم فقط لتحضيره وتسويقه، باستعمال خليط على شكل بودرة بنكهات مختلفة، هذا ما أكده لنا علي، بائع شاربات ببلدية المحمدية.