أكد السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي أمس، على أهمية الاستغلال الأمثل لمختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لكشف حقيقة الانتهاكات الصارخة التي يقترفها النظام المغربي في حق المواطنين الصحراويين بالمدن المحتلة؛ بهدف التعريف بعدالة القضية الصحراوية وإيصال صوتها إلى آخر نقطة في العالم وعلى أعلى المستويات. وجاءت تصريحات السفير الصحراوي بمناسبة الندوة التي نظمتها جريدة "الشعب" بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بعنوان "دور الإعلام والشبكات الاجتماعية في مساندة الشعوب في المقاومة: حالة الصحراء الغربية"، والتي حضرها أيضا وزير المناطق المحتلة محمد الوالي أعكيك وشخصيات وحقوقيون ونشطاء من المدن الصحراوية المحتلة. وكانت الندوة فرصة لوزير المناطق المحتلة لإطلاق نداء عاجل إلى كل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة؛ من أجل اعتماد مراسلين رسميين بالأراضي المحتلة للحصول على المعلومة من مصدرها ومن موقع حدوثها دون مخافة الوقوع في فخ الدعاية الإعلامية المغرضة التي تمارسها السلطات المغربية لتشويه الحقائق وضرب مصداقية المعلومة التي تتناقلها وسائل الإعلام الصحراوية. وجاء اقتراح الوزير الصحراوي من أجل قطع الطريق أمام المساعي المغربية، التي تعمل جاهدة من أجل كتم كل صوت وقطع كل بث ومنع نشر أي صورة من شأنها فضح ممارساتها البشعة ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة. لكن ومع هذه الثورة الهائلة في مجال تكنولوجيا الإعلام أصبح من الضروري جدا مواكبة هذا التطور، وأكثر من ذلك استغلاله في خدمة القضايا العادلة، على غرار حالة قضية الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي أكده نشطاء حقوقيون وناشطون صحراويون في مجال الإعلام، قرروا رفع التحدي رغم الإمكانات المحدودة والظروف المحفوفة بالمخاطر التي تحيط بهم في المدن المحتلة من أجل إسماع صوت قضيتهم العادلة لكل العالم. وشهدت الندوة عدة مداخلات لناشطين صحراويين كان من بينهم المدوّن الإلكتروني دعيدة إبراهيم، الذي أكد على أهمية الإعلام كجانب من جوانب المقاومة السلمية في كفاح الشعب الصحراوي، في نفس الوقت الذي ذهب مواطنه البشير الإسماعيلي ممثل عن الجمعية الثقافية الصحراوية، للتأكيد على أن شعب الصحراء الغربية وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي، استطاع كسر الحصار الإعلامي المفروض عليه من قبل المحتل المغربي منذ عقود. ونفس الطرح عبّرت عنه حياة الخليدي مراسلة التلفزيون الصحراوي من الأراضي المحتلة، والتي قالت إن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بمثابة المتنفس الوحيد والمنبر الوحيد أمام الصحراويين، لإسماع صوتهم للعالم الخارجي. وتوالت مداخلات النشطاء الإعلاميين الصحراويين، الذين لم يخفوا أيضا حجم المتاعب التي يتعرضون لها خاصة فيما يتعلق بعمليات التشويش وخرق مواقعهم الإلكترونية من قبل النظام المغربي، الذي عمل على دس معلومات مغلوطة وصور كاذبة لضرب مصداقية الإعلام الصحراوي، الذي أكد المشرفون عليه تمكّنهم من ربط علاقات وطيدة مع منظمات حقوقية وإنسانية دولية وأيضا مع وسائل إعلام أجنبية. للإشارة، فإن هؤلاء النشطاء يتواجدون في الجزائر ضمن وفد حقوقي قدم من الأراضي المحتلة يضم 52 عضوا، من بينهم 27 عضوا يزورون الجزائر لأول مرة، وهو ما قد يعرّضهم لدى عودتهم لمضايقات الشرطة المغربية على غرار ما فعلته مع باقي الوفود التي كسرت الحصار وزارت أهاليها وذويها في مخيّمات اللجوء.