أشرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، عشية أمس، على افتتاح فعاليات الطبعة ال 41 لمعرض الجزائر الدولي، رفقة الوزير الأول البرتغالي السيد خوزي سوكراتيس الذي يزور الجزائر رفقة وفد هام من المسؤولين البرتغاليين لبحث سبُل تفعيل العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين. وبما أن البرتغال أختيرت هذه السنة لتكون الضيف الشرفي للمعرض فقد كان الجناح البرتغالي وجهة الوفد الذي اطلع على مختلف القطاعات الممثلة في المعرض بالمستثمرين البرتغاليين. كما أبدى رئيس الجمهورية الذي رافقه في عملية التدشين كل من الطاقم الحكومي الجزائري والوفد الوزاري المرافق للوزير الأول البرتغالي، اهتمامه بقطاع الصناعات الثقيلة حيث تلقى شروحات وافية عن الاقتصاد البرتغالي الذي سجل في السنوات الأخيرة قفزة نوعية ساهمت في تنمية الاقتصاد المحلي، في الوقت الذي وقف فيه مطولا بأجنحة المعرض مشددا على ضرورة نقل الخبرات والتكنولوجيات الحديثة للإطارات الجزائرية. ومن جهتهم أعرب العارضون الممثلون للشركات البرتغالية عن نيتهم في دخول سوق الاستثمار في الموارد البشرية بعد الدراسة الأولية التي أعدت عن السوق الجزائرية. مشددين على ضرورة المبادلات التجارية بين البلدين خاصة بعد اطلاعهم على المنتوج الوطني الذي استطاع منذ انفتاح السوق الجزائرية على الخارج من اكتساب مكانة جيدة في الأسواق العالمية بالنظر إلى نوعيته ذات المقاييس العالمية. وصرّح وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب ل "المساء"، أن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت سنة 2006 حوالي 1.6 مليار دولار الحصة الكبيرة منها تخص تصدير المحروقات في الوقت الذي لم تتعد فيه الصادرات خارج المحروقات 80 مليون دولار، لذلك تسعى وزارة التجارة إلى تنويع المبادلات بين البلدين وهو ما سمح السنة الفارطة من تصدير الفلين واستيراد السكر والتجهيزات الكهربائية والإلكترونية. وعن التوقعات المنتظرة من المشاركة في هذه الطبعة صرّح ممثل الحكومة عن وجود مشاورات معمقة للشروع عما قريب في تصدير المنتوجات الغذائية والفلاحية، في الوقت الذي تنوي فيه الجزائر الاستفادة من الطاقات البشرية والخبرات في مجال التسيير وهو ما سيعدل كفة المبادلات بين البلدين. ومن جهته كشف وزير الصناعات الصغيرة والمتوسطة السيد مصطفى بن بادة ل "المساء"، أن المحادثات الماراطونية يجريها الوزير مع نظيره البرتغالي للإستفادة من المعارف وطرق التسيير التي انتهجها البرتغال لتطوير قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي كانت محور الزيارة التي قام بها ممثل الحكومة إلى البرتغال خلال الأسابيع الماضية حيث تم الاتفاق على تنصيب لجنة مشتركة بداية شهر جويلية القادم لتشريح القطاع بالجزائر واقتراح الحلول الكفيلة بدفع وتيرة التنمية. كما أبدى رجال الأعمال البرتغاليين الذين يزورون الجزائر في إطار فعاليات المعرض أو الذين رافقوا الوفد البرتغالي رغبتهم في تمتين علاقات الشراكة في قطاع الصناعات الثقيلة والأشغال العمومية وفتح فروع بالبرتغال بخصوص الصناعات الغذائية، خاصة مع إمكانية فتح سوق للمنتوجات الفلاحية الجزائرية التي يكثر عليها الطلب بالضفة الأخرى، نظرا للمزايا الطبيعية التي تتصف بها، في الوقت الذي أبدوا فيه استعدادهم للمساهمة في مختلف القطاعات مثل الصيد البحري والتربية المائية، البناء والسياحة. للإشارة فإنه من المحتمل أن تمدد فترة المعرض بيومين نزولا وتلبية لطلب المتعاملين.