يشتكي سكان بلدية المدنية من عدة نقائص لا تزال مسجلة منذ عدة سنوات، على غرار حي الياسمين، ديار المحصول، الناضور وحي الإخوة مدني، حيث لا يزال سكان بعض الأحياء حتى الآن ينتظرون من السلطات المحلية إدراجهم ضمن مشاريع الإسكان وترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة القاطنين منهم داخل البنايات الهشة الآيلة للسقوط في أية لحظة، كما أشار هؤلاء إلى مشكلين آخرين يتمثلان في نقص خدمات النقل الذي بات يشكل هاجسهم، فضلا عن ظاهرة تراكم النفايات، خاصة على مستوى حي الياسمين. وفي زيارة استطلاعية ل»المساء» إلى بعض أحياء بلدية المدنية، لاحظنا اهتراء وتشقق جدران العديد من السكنات، حيث صرحت لنا بعض العائلات أنها تعيش تحت أسقف هشة آيلة للانهيار في أي وقت، حيث يعود تاريخ بنائها إلى العهد الاستعماري، وأكد هؤلاء أنهم أودعوا عدة شكاوى وطلبات قصد ترحيلهم إلى سكنات لائقة، على غرار أحياء الناضور، الإخوة مدني، ديار المحصول، ديار الشمس وغيرها من الأحياء الأخرى، مشيرين في نفس الوقت إلى أن ملفاتهم موجودة على مستوى الولاية التي لم تحرك ساكنا لتخليص هذه العائلات المتضررة منذ سنوات عديدة، مجددين طلبهم إلى السلطات المعنية بالإلتفات إلى وضعيتهم. وفي نفس السياق، أشار أحد سكان ديار المحصول، وهو يمثل إحدى العائلات المتضررة، إلى أنه تم ترحيل عدة عائلات في السنوات الماضية من طرف ولاية الجزائر، متسائلا عن عدم استكمال العملية التي بدأت خلال السنتين الماضيتين.
مشكل النقل قائم والنفايات ديكور بحي الياسمين وعلى صعيد آخر، اشتكى سكان البلدية من مشكل النقل، حيث تنعدم الخطوط المباشرة بين بلدية المدنية والبلديات المجاورة، خاصة الخطوط المتوجهة نحو القبة، رويسو، محطة تافورة وغيرها، حيث يطالب هؤلاء المصالح المعنية بضرورة تزويدهم بخطوط إضافية من شأنها أن تسهل عليهم عملية التنقل نحو وجهاتهم المقصودة مباشرة دون اللجوء إلى عدة حافلات، من أجل اختصار المدة. ومن جهة أخرى، أبدى بعض سكان الياسمين تخوفهم من انتشار الأوبئة والأمراض وسطهم، بالنظر إلى أكوام النفايات التي باتت تشكل ديكورا حقيقيا لحيهم، إضافة إلى انبعاث الروائح النتنة وانتشار الحشرات الضارة، فضلا عن الحيوانات المفترسة، حيث شدد هؤلاء على ضرورة رفع القمامات بمختلف أنواعها بعيدا عن التجمعات السكنية قبل تفاقم الوضع.
رئيسة البلدية ترد على انشغالات المواطنين من جهتها، أكدت رئيسة المجلس الشعبي البلدي، السيدة حبيبة بن سالم، أن مشكل العائلات المتضررة القاطنة بالسكنات الهشة، على غرار حي ديار الشمس وديار المحصول، تعد من صلاحية الولاية وليس من صلاحية البلدية، مشيرة في نفس الوقت إلى أن البلدية قامت بتجديد الملفات مؤخرا بالتنسيق مع ولاية الجزائر والدائرة الإدارية لسيدي أمحمد، مؤكدة أن هيئتها تنتظر قرار ترحيل القاطنين من البنايات الآيلة للانهيار من طرف الولاية التي لها صلاحية التكفل بهم، مشيرة إلى أن البلدية استطاعت التخلص من العديد من البيوت القصديرية خلال السنوات الماضية، على غرار حي العافية وديار الشمس. وفيما يخص مشكل النقل، أكدت محدثتنا أنه من المنتظر فتح خطوط جديدة قريبا، حيث قامت البلدية بالاتصال بمؤسسة النقل الحضري لولاية الجزائر من أجل تزويدهم بخطوط جديدة، خاصة عبر الخط الرابط بين المدنية والقبة، رويسو، عين النعجة وغيرها من الوجهات الأخرى التي ستساعد بشكل كبير قاطني البلدية على التوجه مباشرة إلى وجهاتهم المقصودة دون صعوبات. وفي سياق متصل، أكدت مسؤولة البلدية أن هيئتها تسعى إلى توفير خطوط إضافية للطلبة، خاصة تلك التي تربط المدنية بجامعة دالي ابراهيم، بن عكنون وغيرها، إذ من شأنها أن تخفف عناء تنقل الطلبة من حافلة إلى أخرى، مفيدة أن البلدية لم تتلق الرد إلى حد الآن. أما فيما يخص مشكل النفايات المنزلية، فصرحت المسؤولة قائلة: «نحن كبلدية شغلنا الشاغل هو القضاء على المخلفات بكل أنواعها، فرغم الإمكانيات الضعيفة، إلا أننا نقوم بمجهودات إضافية بالتنسيق مع الدائرة الإدارية ل»سيدي أمحمد»، لأننا من حين إلى آخر نقوم بحملات نظافة، قصد القضاء على هذا المشكل العويص»، داعية بدورها سكان بلدية المدنية إلى احترام مواقيت وأماكن رمي القمامات المنزلية حفاظا على البيئة ونظافة المحيط، أما بخصوص السكان الذين يقدمون على رمي النفايات الصلبة أمام مداخل المنازل، فما عليهم سوى الاتصال بمصالح البلدية ودفع مبلغ رمزي للتكفل برميها بعيدا عن التجمعات السكانية، تقول نفس المسؤولة. ومن جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى حملة ذات نظافة عامة على مستوى كل بلديات العاصمة، بمساعدة ولاية الجزائر وتنسيقا مع مؤسسة «ناتكوم»، بداية من بلدية «براقي».