قتل أربعة جنود من جنسية سينغالية تابعين لقوات الأممالمتحدة المنتشرة في مالي ”مينوسما” بينما أصيب العديد من ”القبعات الزرق” والجنود الماليين في تفجير سيارة مفخخة استهدفت، أمس، بنكا بمدينة كيدال كبرى مدن شمال البلاد. وقال مصدر من قوة الأممالمتحدة في مالي أنه ”إلى غاية الآن أحصينا قتيلين على الأقل والعديد من الجرحى في صفوف القوات الأممية وأضاف أنه ”يوجد أيضا جرحى في صفوف القوات المالية”. وأكد مسؤول محلي بمدينة كيدال هذه الحصيلة، مشيرا إلى أن سيارة مفخخة انفجرت في الساعات الأولى من صباح أمس أمام البنك المالي للتضامن مما خلف مقتل الانتحاري على الفور”. من جانبه، أكد مصدر من قوات ”مينوسما” أن الانتحاري قدم من شرق المدينة وحاول اقتحام البنك قبل أن يفجر نفسه. وهو ما جعله يؤكد أن الهجوم خطط له بإحكام. وأدانت فرنسا بشدة الهجوم الانتحاري الذي وصفه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ب«العمل الحقير”. وأكد فابيوس في بيان أصدرته وزارته على تضامن سلطات بلاده مع نظيرتها المالية التي قال إنها تعمل من أجل إنجاح المسار الانتخابي وإحداث مصالحة بين جميع مكونات الشعب المالي. وأيضا مع قوات مينوسما التي تتولى مهمة حفظ الأمن في هذا البلد، كما قدم تعازيه لعائلات ضحايا هذا التفجير. ولأن الهجوم الانتحاري يأتي عشية إجراء الدور الثاني من الانتخابات التشريعية فإن ذلك أعاد المخاوف من إمكانية أن تشهد العملية الانتخابية انزلاقات أمنية قد تعصف بها. وتعد هذه الانتخابات خطوة أخرى ضمن مسار إعادة الحياة الدستورية التي افتقدتها دولة مالي منذ الانقلاب الذي أطاح شهر مارس 2012 بنظام الرئيس امادو توماني توري وأدخل البلاد في أزمة أمنية كادت ترمي بها إلى المجهول. ويشكل الهجوم في حد ذاته رسالة واضحة من بقايا الجماعات المسلحة التي لا تزال تنشط بالمنطقة بأنها لا تزال قادرة على الضرب متى أرادت وأي هدف تريد. ويشكل أيضا ردا واضحا على الجيش الفرنسي الذي دخل مالي منذ حوالي عام لمحاربة التنظيمات المسلحة وشرع منذ أيام في عملية عسكرية ضد بقايا هذه التنظيمات في مدينة تومبوكتو إحدى أهم مدن شمال مالي. وليست المرة الاولى التي يسقط فيها جنود من القوة الأممية لحفظ الاستقرار قتلى منذ بدء عملية ”سيرفال” شهر جانفي الماضي والتي راهن عليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للقضاء على الجماعات المسلحة ذات الصلة بتنظيم القاعدة والتي كانت اتخذت من شمال مالي معقلا لها لشن هجماتها بمنطقة الساحل الإفريقي.