فضلا عن سعيها الحفاظ على ريادتها لبطولة الرابطة الاحترافية الثانية، فإن تشكيلة فريق جمعية وهران ستكون مجبرة على التصالح مع أنصارها الغاضبين عليها، بعد تعثرها الأخير أمام فريق اتحاد البليدة والذي أفقدها نقطتين ثمنيتين، وهم الذين عادوا إلى المدرجات بعد جهد كبير بذله زملاء المدافع القوي محمد الأمين زيدان في مرحلة الذهاب، وإنهاء مشوارهم فيها فوق المنصة. اللاعبون الآن تحت ضغط تعويض ما ضيعوه في الجولة الماضية، لأن كبوة أخرى في مواجهتهم لفريق شباب باتنة بملعب هذا الأخير، ستفقدهم نسبة كبيرة من حظوظ الصعود، وهذا باعتراف مدربهم المساعد مرين الحاج الذي قال: ”لا مفر لفريقنا من الفوز في باتنة إن أراد مواصلة مسيرته بنفس الإرادة والقوة، وعليه كذلك تفادي أي تعثر وبأي ثمن في باقي الرزنامة، خاصة المباريات الأربع المقبلة التي ستحدد بوضوح أهدافه، ومباراة البليدة كانت درسا مفيدا له ولنا”. وأبدى مرين تفاؤلا بالعودة بغنيمة من منطقة الأوراس: ”رغم إدراكنا لصعوبة المأمورية أمام شباب باتنة الذي يصارع من جانبه لتفادي السقوط، إلا أنني متفائل بالعودة بنتيجة إيجابية من هناك، فلاعبونا مصرون على تعويض ما ضاع منهم في اللقاء السابق، ففريقهم دخل مرحلة حاسمة في البطولة لا يقبل معها أي تعثر”. ويؤكد مرين، أن كتيبته خاضت تحضيرات جدية طيلة فترة الراحة التي أجبرت عليها لكون منافسة الكأس لم تكن تعنيها إطلاقا: ”لقد عمدنا إلى تخليص لاعبينا من الضغط نتيجة روتين التدريبات والإرهاق، بإراحتهم ليومين قبل استعادتهم لمواصلة العمل في حصص هذا الأسبوع، حيث ركزّنا على تصحيح أخطائهم والجانب التكتيكي، وكيفية مجاراة التشكيلة مع معطيات ومجريات المباراة التي سنلعبها في باتنة، وعلى العموم أقدر استعدادنا بالجيد، وأتمنى التوفيق من الله تعالى". لكن رغم هذه الثقة بالنفس، يبقى الطاقم الفني متخوفا من الإرهاق الشديد الذي قد يلحق خمسة لاعبين من التشكيلة، هم من الآمال يعدون قطعة أساسية فيها، لم تتح لهم فرصة التقاط أنفاسهم خلال فترة الراحة، ويتعلق الأمر ببلعالم، ثابتي، طاهر فتحي، باركة وبسايح الذين أجروا تربصا رفقة المنتخب الوطني الأولمبي، اختتم يوم أمس، وكان قبله قد لعب هذا الخماسي لقاء الكأس رفقة فريق الآمال برسم الدور ثمن النهائي لمنافسة كأس الجمهورية، والذي عرف تأهل ”الجمعاوة” على حساب شبيبة الساورة بهدفين دون رد من توقيع بلعالم وبن جلول على مدار الشوطين، وحتى تجنب آمالها الدوليين مزيدا من التعب والإرهاق، تكفلت الإدارة بنقلهم مباشرة من العاصمة بعد نهاية تربص المنتخب الوطني الأولمبي، في حين تنقل زملاءهم مساء أمس جوا إلى مدينة قسنطينة، وأكملوا السفرية إلى مدينة باتنة برا. وتبقى النقطة الإيجابية التي لم يخف المدرب مواسة ارتياحه منها، هي خلو العيادة من المصابين، حيث كانت فترة الراحة لأسبوعين سانحة هامة لاسترجاع كل المصابين، حيث بذل الطاقم الطبي جهودا معتبرة لتجهيزهم، حتى يكونوا في متناول الطاقم الفني وبالتالي تتعدد الحلول لديه، ويبقى فقط المهاجم بن شعبان الذي لم يلق الضوء الأخضر من طبيب الفريق، حتى ينضم للمجموعة والتدريبات الجماعية، بعدما قضى قرابة عشرة أيام يجتهد بمفرده لتطبيق برنامج خاص لتأهيله بدنيا، وقد لا تطول عودة اللاعب السابق لفريق مولودية بجاية، بعد النتائج الإيجابية والمطمئنة للفحوصات الطبية التي أجراها منذ أيام على إصابته في الكاحل.