أشرف وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول رفقة الوزيرة التونسية للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية السيدة سميرة خياش بلحاج أمس على فتح الشطر الأول من مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 36 الرابط بين بابا أحسن والدويرة أمام حركة المرور بصفة مؤقتة، معلنا أن التسليم النهائي لكل الشطر الممتد على مسافة 6 كلم سيكون بعد أيام قليلة وذلك بالموازة مع التسليم النهائي لمشروع مفترق الطرق لعين الله بدالي إبراهيم. وشدد السيد غول الذي أطلع ضيفته التونسية، على مختلف التقنيات الحديثة المستعملة في بناء المنشآت الفنية في ورشات القطاع بالجزائر، على ضرورة مواصلة أشغال التكملة على مستوى الشطر المفتوح أمام حركة المرور، ولا سيما منها تلك التي تخص تهيئة محور التقاء هذا الطريق السريع مع الطريق الالتفافي الثاني للعاصمة والطريق السيار شرق غرب بمحاذاة مدخل مدينة خرايسية، موضحا بأن الفتح المؤقت لهذا الجزء من الطريق سيسمح للشركات المكلفة بالانجاز بتخفيف ضغط حركة المرور على مستوى نقاط أخرى جارية بها الأشغال، والتي يرتقب أن تعرف تسريعا في وتيرة الإنجاز خلال فصل الصيف، حسب التعليمات التي أعطاها الوزير للهيئات المشرفة على المشروع. كما يمكن التسليم المؤقت للشطر الأول من المشروع من الانتقال إلى الجزء الأكبر منه والممتد على مسافة 14 كلم بين عين البنيان وبابا أحسن. مع الإشارة إلى أن هذا الطريق الإزدواجي الجديد الذي يمتد مسلكه الكامل على طول 20 كلم يعد محورا سريعا للربط بين الطريق الوطني رقم 11 والطريق السيار شرق غرب، وفي نفس الوقت طريق اجتنابي لكل من بابا أحسن والدويرة وخرايسية. وشملت المحطة الثانية من الزيارة الميدانية التي قام بها الوزير رفقة الوزيرة التونسية للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية إلى ورشات العاصمة، مشروع تهيئة مفترق عين الله بدالي إبراهيم، حيث عاين الوزيران مستوى تقدم أشغال تهيئة الجانب السطحي من المشروع وإنهاء ماتبقى من أشغال التزيين داخل النفق الثاني الرابط بين دالي ابراهيم والعاشور، وأبرز السيد عمار غول أثناء عرضه مختلف المراحل التي مرت بها أشغال تهيئة النفقين والجسر الحديدي المزدوج، أهمية هذا المشروع الحيوي الذي سيسلم نهائيا خلال الصائفة الجارية، على إعتبار انه يندرج في إطار القضاء على إحدى اكبر النقاط السوداء التي تعترض حركة السير بالعاصمة، حيث يستقبل يوميا أكثر من 80 ألف سيارة. في حين لاحظت الوزيرة التونسية أن البلدين يواجهان نفس العراقيل في تجسيد مشاريع البنى التحتية، ولا سيما منها مشكل نزع الملكية، الذي تم التكفل به في الجزائر من خلال سن قانون عام يحدد إجراءات نزع الملكية من اجل المنفعة الوطنية، علاوة على إصدار مراسيم تخص مشاريع محددة، كما هو الحال بالنسبة لمشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 36، وذلك لتدارك التأخر الذي تسبب فيه هذا الإشكال. وأبدت السيدة بلحاج إعجابا كبيرا لجودة المنشآت التي عاينتها خلال الزيارة، منوهة بالاهتمام الخاص الذي يوليه السيد عمار غول للبعدين الأمني والهندسي للمنشآت القاعدية، وكذا بمستوى الاحترافية الذي بلغته المؤسسات الوطنية الجزائرية العاملة في القطاع، واعتبرت الوزيرة أن هذا المستوى من الجودة والنوعية، يؤكد بأن الإمكانيات متاحة أمام البلدين من اجل التكامل، مشيرة في الصدد إلى أن التكامل المنشود يمكن أن يبدأ من مشاريع الطريق التي تفتح المجال للتنمية ولبناء الإتحاد المغاربي. وكان الوزيران قد تحادثا قبل الزيارة بمقر وزارة الأشغال العمومية حول سبل تعميق التعاون وفتح المجال للشراكة بين مقاولات ومؤسسات البلدين العاملة في قطاع الأشغال العمومية، مبرزين بالمناسبة الإرادة السياسية القوية المعبرة عنها من قبل رئيسي البلدين من اجل دفع علاقات الأخوة والتعاون في مختلف المجالات. وأشار السيد غول خلال اللقاء الذي حضره سفير تونسبالجزائر السيد لحبيب مبارك إلى إمكانية الانطلاق في تجسيد مشاريع الشراكة بين مؤسسات البلدين، بمناسبة منتدى رجال الأعمال الذي سينظم على هامش الصالون الدولي للأشغال العمومية بالجزائر في نوفمبر المقبل.