تكنولوجيات الاتصال والمعلوماتية في العلوم الإنسانية والاجتماعية ينظم قسم علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية جامعة الجزائر ”2” بقاعة المحاضرات الكبرى، ملتقى تكنولوجيات الاتصال والمعلوماتية في العلوم الإنسانية والاجتماعية يومي 19 و20 ماي القادم. تتمثل إشكالية هذا الملتقى، حسب القائمين على أشغاله، في اعتبار التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال سمة من سمات العصر الحديث، حيث لم تعد مقتصرة على المجالات المتخصصة فحسب، بل أصبحت تمس كافة مجالات الحياة وشتى العلوم. وجاء الاهتمام بالموضوع بعد أن شهد القرن الماضي ثورة معلوماتية عارمة، ساهمت في إيجاد تقنيات اتصال حديثة ساعدت على تقريب مجتمعات العالم من بعضها البعض وربطها في منظومة كونية واحدة، حيث تبلورت تقنيات الاتصال الحديث في قنوات عديدة، مثل تقنية البث الفضائي، شبكة الأنترنت والهاتف النقال مع تطور التطبيقات التي تدعمها، مما أثر بشكل فعال على إعادة صياغة أنماط التفاعل الاجتماعي بين الأفراد وتغيير صور العلاقات الاجتماعية، من ثم تشكل نمط جديد للتصورات والأفكار لدى الأفراد حول الظواهر الإنسانية، الأمر الذي يؤكد قضية التكامل بين العلوم التي تربط بين مجالات مختلفة، كعلم الاجتماع، علم النفس، الأدب، القانون، الاقتصاد وغيرها من العلوم الأخرى كالطب والهندسة، خاصة أنّ البحث العلمي يربط بين تلك المجالات، ويستخدم طرقا وأساليب مختلفة لدراستها. ولإثراء الملتقى، تم تسطير 8 محاور تدور حول علاقة العلوم الإنسانية والاجتماعية بالتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، والمعلوماتية عموما بغية إبراز كيفية تعامل العلوم الإنسانية والاجتماعية مع التكنولوجيات الحديثة من حيث التحديات التي تنتظر هذه العلوم في استغلال التكنولوجيا إيجابيا، من أجل تطوير المجتمعات، إلى جانب إمكانية توظيف العلوم الإنسانية والاجتماعية للتكنولوجيا في ظل الطرق التقليدية وتغيير هذه الأخيرة لصالحها. خصص المحور الأول لتسليط الضوء حول الإنسان وتكنولوجيا الاتصال، أما الثاني فللحديث عن تكنولوجيا الاتصال وعلم الاجتماع، بينما المحور الثالث خصص لتكنولوجيا الاتصال والقوانين، والمحور الرابع خصص لتكنولوجيا الاتصال وعلم النفس والأرطوفونيا، فيما يناقش المحور الخامس دور تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية في مجال تعليم اللغات، خاصة اللغة العربية، في حين يتناول المحور السادس تكنولوجيا الاتصال والعلوم الاقتصادية، أما المحور السابع فاعتنى بتكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية والثقافة العربية، المحور الثامن والأخير خصص للحديث عن الصحة والمجتمع في ظل تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية.. وسطر القائمون على الملتقى جملة من الأهداف ينتظر تحقيقها من وراء تنظيم هذا الملتقى، ويأتي في الطليعة إعطاء فرصة للقاء الباحثين من شتى أنحاء العالم من أجل التواصل والتعارف، مع تبادل الأفكار بين الباحثين من أجل الاشتراك في التوصل إلى وضع مشروع مجتمع متقدم، إلى جانب الوقوف على مدى استخدام تكنولوجيا الاتصال في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتفكير في كيفية توظيف تكنولوجيا الاتصال في المجتمعات النامية لمواكبة التطور الحاصل في العالم، مع المحافظة على ثوابتها الأساسية، وأخيرا الوقوف على مدى انعكاس استخدام تلك التكنولوجيات على الاقتصاد العالمي وممارسات الأفراد.