اختار الفنان التشكيلي عبد الرحمن بختي، المرأة في كل تجلياتها، ووضعها في الصدارة، كيف لا وهي الأم والأخت والحبيبة والبنت، وهاهي تظهر في أحايين كثيرة، مفتوحة العينين، تواجه محيطها بكل تحد، وفي لوحات قليلة تغلق عينيها فهل لترتاح لهنيهات أو لتفر ولو في الأحلام من واقع لم يكن دائما في صالحها؟ يعرض الفنان العصامي، عبد الرحمن بختي، 21 لوحة برواق عائشة حداد، وهذا إلى غاية الثاني من شهر أفريل المقبل، وتدور جل مواضيع لوحاته حول المرأة التي خصها بتكريم مميز من خلال رسمها في أكثر من لوحة. اهتم بختي بتعابير وجه المرأة فوضع أكثر من بورتريه عنها، فرسم المرأة القريبة منه سواء أكانت من العائلة أو من الأقارب بينما رسم أيضا نساء من مخيلته، فكن جمعيهن رقيقات وبملامح ناعمة ولكن خلف كل هذه الرقة والدعة، نجد شخصية قوية، كيف لا والمرأة هي التي تلد الحياة. كما اعتمد بختي في لوحاته الزيتية على الفن السريالي، وهو الذي يعشق التجول في عالم الخيال وإضفاء شيء من اللامعقول على لوحاته، وهكذا قدم الفنان، ابن مدينة شرشال، باقة من لوحات تعبر عن حبه واحترامه للمرأة. ولكن كيف استطاعت نساء بختي أن يجمعن بين الرقة والقوة، وهو ما نلاحظه من خلال نظراتهن الثاقبة- الرقيقة في آن واحد؟، فهاهي لوحة ”الجرّة” التي تظهر فيها امرأة جميلة تحمل جرة على رأسها وسط طبيعة تخالط زرقة السماء برمال منبعثة على الأرض ولكن من هو الرجل الذي يظهر وجهه وكأنه مستلقى على ظهره؟ لوحة أخرى تظهر فيها امرأة باسمة وخلفها نجد ضريحا في عمل عنونه الفنان ب«امرأة في ضريح” وهنا أيضا رسم بلون رملي وجه امرأة مغمضة العينين ربما من الراحة التي كسبتها بعد زيارتها لهذا الفضاء، أيضا لوحة عن امرأة تنظر إلينا بحدة نوعا ما أو أن قوة شخصيتها جعلتها تبدو كذلك؟ورسم بختي لوحة ”ارتفاع” تظهر امرأة تنظر إلى السماء، حيث تطير العصافير وكأنها تحلم بأن تحلق هي أيضا في يوم من الأيام أم أنها تبتغي ترقية أو تغيرا في حياتها؟ أما لوحة ”تراخي” فرسم فيها بختي، وجه امرأة ترتخي وسط أشكال هندسية وأوراق متناثرة. والمرأة بالنسبة لبختي، هي أيضا الأصل فرسم لوحة ”علامات”، حيث رسم رأس امرأة أسفل جذع شجرة، أما لوحة ”اليتيمة” فرسم فيها طفلا خلفه خيال امرأة باللون الرملي، فمن اليتيم هنا، الطفل أم الأم التي رحلت عن أبنائها إلى الأبد؟للإشارة، رسم الفنان في أكثر من لوحة شخصيات بالألوان ورسم في الخلفية شخصيات باللون الرملي، ليجمع بين الواقع والخيال، كما رسم في لوحات باللونين الأبيض والأسود، بورتريهات أخرى عن المرأة، وهذا بالقلم أو الحبر الصيني، فهاهي رسمة لوجه امرأة يظهر عليها التأثر وأخرى لعجوز تبدو حزينة وثالثة لنصف وجه امرأة والنصف الآخر مختفي وراء قصاصات مكتوب عليها، أشعار مثل: ”نفق ابتسامتك.. يمرر عبر الظلام.. أملي الخجول.....الذي يحفز الحياة”.ولم تنفصل المرأة عن الرجل فرسم وجه لامرأة مستلقية على صدر رجل يغمض عينيه، وينبعث من هذه اللوحة، الكثير من الحب والاستقرار، بالمقابل، رسم بختي وجوها نسوية في لوحة تغمرها أوراق الخريف الجميلة والمتساقطة، أما لوحة ”البيضة” فرسم عبد الرحمن يد يريد صاحبها إسقاط بيضة، في حين رسم في لوحة ”تفاحة الخلاف”، تفاحة كبيرة وبجانبها يد في صورة رمز ”التوقف”، كما رسم بصمتين لرجل باللونين الأحمر والأخضر.