لعمامرة يجدّد استعداد الجزائر لمساعدة دول الجوار في مكافحة الإرهاب أبدت الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية توافقا في مجال تفعيل الجهود لمحاربة الإرهاب وتشجيع الجهود الإقليمية؛ من خلال تبادل المعلومات والتكوين ودعم القدرات طويلة المدى، للتصدي لمخططات تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. كما دعتا المجموعةَ الدولية إلى بذل جهود أكبر؛ من أجل تضييق الخناق على الشبكات الإرهابية التي تعرف تناميا كبيرا. وأكد وزير الخارجية السيد رمطان لعمامرة في ندوة صحافية مشتركة عقدها أول أمس، بمعية كاتب الدولة الأمريكي السيد جون كيري بمقر وزارة الخارجية، استعداد الجزائر لمساعدة دول الجوار في مكافحة الظاهرة، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التعاون الأمني في إطار جهود الاتحاد الإفريقي. كما أشار إلى أن الهدف من هذا التعاون “كان واضحا”، لكن على الصعيد العملي كان من الحكمة عدم الدخول في تفاصيل هذه المكافحة. وفي هذا الصدد، أكد لعمامرة أن بلدان المنطقة “ستجد دوما في الجزائر شريكا مستعدا لتبادل المعلومات أو التكوين”؛ باعتبارها طرفا في الجهود الرامية إلى تعزيز مكافحة الإرهاب، في حين دعا المجموعة الدولية إلى دعم جهود بلدان المنطقة من خلال المساعدة التقنية. كما أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية في تصريح للصحافة، عقب اختتام أشغال دورة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، إلى أن عدم مشاركة الجزائر بوحداتها القتالية خارج حدودها لا ينفي تعاونها الأمني والعسكري مع دول الجوار من حيث التكوين والتجهيز وتبادل المعلومات، قبل أن يضيف قائلا: “الدليل على ذلك أن هيئة الأركان “سيموك” المتخصصة في محاربة الإرهاب في منطقة الساحل، موجودة بتمنراست، وقد أنشئت باقتراح من الجزائر، إلى جانب المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، الذي يوجد مقره بالجزائر العاصمة”، ليردف في هذا السياق: “لقد برهنت الجزائر في العديد من المناسبات الإقليمية والدولية، على أنها في الطليعة فيما يخص محاربة الإرهاب”. من جهته، أشاد كاتب الدولة الأمريكي في الندوة الصحافية، بالتزام الجزائر بمكافحة الإرهاب ودورها الريادي في حفظ السلم والأمن في المنطقة، مؤكدا احترام بلاده لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذي تنادي به، والذي لا ينبغي أن يشكل عائقا أمام فتح آفاق جديدة للتعاون في المجال الأمني بين البلدين. وإذ أشار إلى أن الجزائر تُعد “شريكا هاما” في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، قال السيد كيري إن الإرهاب لا يعرف حدودا؛ و«لهذا السبب هناك وسيلة واحدة للتصدي لهذا التهديد، وهي التعاون بين الدول”. وذكر السيد كيري أن الجزائر تُعد ضمن البلدان المؤسسة في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وتترأس مع كندا مجموعة العمل المكلفة بالساحل. وفيما يخص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أشار إلى أنه تم إحراز تقدّم لتقليص الفوارق بين الطرفين، مضيفا أن الرئيس باراك أوباما “يؤمن بقوة بدور الولاياتالمتحدة في مساعدة طرفي النزاع على التفاوض، لكن من حق الطرفين المعنيين اتخاذ القرارات اللازمة”؛ حيث أكد قائلا: “إننا نمر بمرحلة حساسة (في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين)، لكن الحوار يبقى مفتوحا”. وفي هذا الصدد، أشاد رئيس الدبلوماسية الجزائرية ب“دور الجزائر والتزامها من أجل ضمان سلم دائم في منطقة الشرق الأوسط”، مضيفا أن “القمة الأخيرة للجامعة العربية التي عُقدت في الكويت، قد أشادت بهذه الجهود”، في حين أكد أن الجزائر تؤمن بقوة بالضرورة الملحة لاحترام الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولة، تكون عاصمتها القدس. وفي ختام الندوة الصحفية، غرس الوزيران شجرة في الساحة الداخلية لوزارة الشؤون الخارجية؛ تعبيرا عن الصداقة الجزائرية - الأمريكية.