أكد الفنان والمخرج عبد الحميد قوري، أن نجاحه في العمل المسرحي بالجزائر، مرتبط بحبه للأدب والمطالعة المستمرة للروايات الأدبية التي صنعت تميّزه في اقتباس النصوص المسرحية من الأدب الغربي والعربي. مشيرا إلى أن حب القراءة يخلق للفنان شعورا روحيا صادقا ثماره النجاح والتواصل المستمر مع الجمهور الذي يعتبره قوري حكمه الأول في تقييم أعماله المسرحية كفنان وممثل ومخرج. وأضاف قوري أن احتكاكه بعمالقة المسرح الجزائري أمثال عبد القادر علولة، وعزالدين مجوبي وآخرين اغتالتهم آيادي الغدر في ريعان الشباب، دفعه للبحث عن الجديد لإثراء الخشبة وإعطاء لمسة مغايرة لتعزيز الأعمال المسرحية مع تحسين قوة الأداء والنص، إلى جانب مختلف مكونات المسرح التي أصبحت قليلة اليوم، بسبب عدم الاهتمام بالأنفاس الإبداعية والممثلين الجدد الذين هم بحاجة إلى تشجيع من أجل إكمال رسالة الأجيال التي سبقتهم. وكشف المتحدث عن اقتحامه السينما ومشاركته في أفلام عديدة وعن هذه النقلة النوعية، يضيف قوري، أن الظروف الأمنية آنذاك ساهمت في إغلاق أبواب المسارح الجهوية، مما دفع به للتوجه إلى السينما التي سمحت له باكتشاف مواهبه وإبداعه الداخلي، وعرفته بدورها على النجوم وأعطته فرصة دخول بيوت الجزائريين والاجتهاد في إضفاء الفرحة وتغيير النمط القديم على المتفرج، خاصة خلال مشاركته في السلسلة الهزلية عيسى اسطوري. ويعتبر المتحدث، أن له علاقة حب مع المسرح أكثر من الشاشة والسينما، باعتبار أن أب الفنون يتوفر على حميمية توفرها الخشبة مباشرة مع الجمهور. وعن مشاركته في بعض الأفلام يذكر قوري تقمصه لشخصية عملاق الأغنية الشاوية عيسى الجرموني في فيلم ”دوار الشاوية” وتسجيله لفنتازيا ومشاركته في مسلسل ”المشوار”. وعن آخر أعماله، يقول محدثنا أنه أنهى تصوير فيلم سينمائي لمخرج فرنسي بمشاركة كوكبة من الممثلين الفرنسيين والبلجيكيين الفيلم تحت عنوان ”صدق عليه حلال”، يركز على القيم والمبادئ الاجتماعية، حيث يؤدي قوري دور عاشور الرجل الجزائري، وهنا تظهر قيمة العذرية لدى المرأة لكن بعيون أوروبية. ويشير قوري في حديثه إلى دور الإعلام في رقي المسرح، مضيفا أنه غير راض على ما يقدمه المسرح الجزائري خاصة أمام ضعف النصوص، وكذلك الإخراج الذي لا يتماشى أحيانا واحتياجات المتفرج، وعن سر نجاحه قال إنه يجد طريقة مميزة لتوصيل أعماله إلى الجمهور، ويعتبر الفنان الذكي هو الذي ينفرد بإبداعاته أمام المتفرجين، لأن قوة تبليغ الرسالة قد تغطي ضعف النصوص المسرحية”، وعلى حد تعبير ذات المتحدث، فإن الإبداع قضية فردية، وعلى الدولة أن تؤمن بالثقافة التي تعتبر نواة أساسية لبناء المجتمعات الراقية، خاصة أن المسرح الحقيقي يتركز على الوعي والالتزام والفرجة.