إيمان هواري حرفية في الكريات السحرية، دخلت عالم الفن عن طريق التحاقها بورشة لسيدة كانت تلقن مجموعة من الفتيات مختلف أنواع الحرف، حيث وجدت الحرفية متعة فيها لتمضية أوقات فراغها من جهة والاسترزاق منها من جهة أخرى. هو المجال الذي وجدت فيه الحرفية راحتها، حيث قالت بأن منذ صغرها كانت تهوى الأشغال اليدوية، وبفضل إرادتها القوية دخلت عالم الحرف، حيث تعلمت فن صناعة الكريات السحرية قبل ثلاث سنوات لتبدع فيها. تضيف المتحدثة قائلة بأن الكريات السحرية فن حديث دخل الجزائر مؤخرا لتتبناه العديد من الحرفيات ويبدعن في صنع قطع أثارت استحسان العديد من المواطنين، لاسيما النساء، خصوصا العرائس اللائي لا يعزفن عن اختيار طقم كامل من قطع لديكور الغرفة أو الصالة، مثل أباجورة، علب مجوهرات ومزهريات، إلى جانب قطع غير نفعية توضع فقط للزينة. وأكدت الحرفية إيمان في هذا الخصوص أن هذا الفن جميل، وكل القطع التي تصنع بهذه الكريات متينة غير هشة، يصعب إتلافها أو كسرها باعتبارها مصنوعة من البلاستيك، لذا من السهل العناية بها والمحافظة عليها. وفيما يخص الألوان، تقول الآنسة هواري بأنها تعمل على حسب أذواق الزبونات وكذا ما هو متوفر في السوق، خصوصا أن المادة الأولية المتمثلة في الكريات السحرية تستورد من الصين ويصعب أحيانا إيجاد ألوان جديدة غير التي تعودنا مشاهدتها على قطع مختلف الحرفيات. وأشارت الحرفية إلى أن سهولة ابتكار قطع جديدة من الميزات الحسنة لهذه الحرفة، حيث يمكن صنع مثلا أباجورة متوسطة الحجم في ظرف زمني لا يتعدى الثلاثة أيام. وخلال تواجدنا بالمعرض الذي نظمه مركز فنون وثقافة ب«مدياتيك آغا” مؤخرا، استحسنت العديد من المواطنات ما قدمته الحرفية إيمان هواري، حيث وقفن طويلا أمام الطاولة التي نصبتها عند مدخل القاعة والكل تسأل عن كيفية أخذ طلب لصنع قطعة معينة. لم تتوقف الحرفية عند ابتكار قطع فنية من الكريات السحرية فقط، إنما حبها الكبير للأشغال اليدوية ساعدها في العمل في حرفة ثانية، وهي ”المكرامي”، تمكنت بفضلها من جمع فئتين من الأذواق النسوية. كما أشارت المبدعة إلى أن الصناعة التقليدية في الجزائر جد واسعة ولابد من المحافظة عليها باعتبارها تعكس الإرث التراثي لوطننا.