ما تزال الحلي التقليدية تستهوي عددا متزايدا من محبي الحرف اليدوية، ومنهم عبد الغني، الذي دخل هذا العالم قبل 20 سنة وقتها كان يقيم في تونس، وتعلم فنون الحرفة على يد بعض الحرفيين في هذا البلد الشقيق، الذي يسجل هو الآخر ازدهار الحرف اليدوية. عرض عبد الغني عزوز بصالون حواء 2014 المنظم مؤخرا بقصر المعارض، تشكيلات واسعة من الحلي والأكسسوارات التي قال عنها إنها تزدهر السنة تلو الأخرى. وكشف ل”المساء” أن ولوجه لهذه الحرفة كان بالصدفة، قبل عقدين من الزمن لما كان يقيم في العاصمة تونس، وتشبع بحب الحرف اليدوية لتأثره بالعديد من الحرفيين هناك والذين يتقنون مختلف الصناعات اليدوية. بدأ الحرفي مشواره مع الحلي والأكسسوارات بالاعتماد على الأحجار نصف الكريمة، مثل الجوهر المعروف والمطلوب جدا ببلدان المغرب العربي، خاصة في الأعراس والمناسبات، ثم استعمل مختلف المعادن الأخرى في صناعة الحلي ماعدا الذهب والفضة. ويوضح الحرفي أن غزو الأكسسوارات المستوردة بشكل خاص من الصين والتي تكون أقل جودة، وهناك أيضا تلك المستوردة من تركيا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الاجتياح الكبير للدراما التركية وبالتحديد المسلسل الشهير ”حريم السلطان”، كلها عوامل جعلته يفكر مليا في صنع أكسسوارات محلية بمواد أولية متوفرة محليا وبإنتاج جزائري محض، وهو في ذلك يعتمد على مزاوجة العديد من الموديلات المستمدة من الموروث الاجتماعي والثقافي لمناطق الوطن العريقة بإرثها، سواء من منطقة القبائل أو منطقة الأوراس أو غيرهما، يقول: ”انطلاقتي في صنع مجموعات مختلفة من الحلي والأكسسوارات مرده في المقام الأول الغيرة على المنتوج الوطني الذي هو أكثر جودة من المستورد، وبما أننا نملك إرثا عريقا في الحلي التقليدية، فإنه من السهل إسقاطه على موديلات جديدة وعصرية تتماشى ليس فقط مع العصر، وإنما أيضا مع كل الأذواق وكل المداخيل”. ويشير الحرفي، الذي تعتبر مشاركته بصالون حواء 2014 أول مشاركة وطنية له من هذا الحجم، إلى أن الصالونات مكان خصب بالنسبة للحرفيين لتبادل الأفكار، خاصة بالنسبة لمن يحترفون مهنّا متشابهة. وقد سمح له صالون حواء الأخير بالتعرف على أذواق الشابات والنساء ممن قدمن له العديد من الملاحظات وهن يسألنه عن ألوان هذه القطعة أو طول الأخرى، وهي الملاحظات التي أكد الحرفي أنه أخذها في الحسبان في انتظار إخراجها إلى النور في أشكال وتصاميم مختلفة. وعن الحلي والتصاميم التي عرضها يقول إن أغلبها من تصميمه الخاص، وأنه يعتمد على آراء زوجته وابنته، ويعتبرهما بمثابة الزبون المفترض، وعليه يؤكد أنه يدخل كامل التعديلات حسب رأييهما. ولم ينس أن يوجه رسالة إلى كل الشباب الجزائري، الذي لا يملك حرفة معينة، بالتقدم نحو مراكز التكوين بالدرجة الأولى، أو حتى في الورش الخاصة للحرفيين ليتمكنوا من تعلم حرفة ما تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتحقيق الاستقلالية المالية.