شدد وزير التربية الوطنية السيد أبوبكر بن بوزيد، أمس، أمام مدراء التربية على وضع حد لسوء التسيير واللامبالاة في القطاع وأن السنة الدراسية المقبلة ستكون لضبط الأمور التسييرية من خلال دعم المراقبة والتفتيش الذي ظل غائبا في بعض المؤسسات التربوية. ووجه بن بوزيد خلال افتتاحه الندوة الوطنية حول الدخول المدرسي القادم بمعهد تكوين الأساتذة بابن عكنون تعليمات صارمة لمدراء التربية لضمان دخول مدرسي ناجح واستغلال الإمكانيات المتاحة خاصة فيما تعلق بالكتاب المدرسي وتوفيره قبل الذهاب في عطلة حتى وإن تطلب الأمر حرمان المدراء من العطلة وهذا لضمان دخول مدرسي بدون مشاكل، كما ستنظم المسابقات الخاصة بالأساتذة في نهاية جويلية "فعهد التسيب واللامبالاة قد ولى"، يضيف بن بوزيد. وقد اعتبر المسؤول الأول على قطاع التربية انضباط المدراء من أهم أسباب النجاح مستدلا على ذلك بالنتائج الجيدة المحققة في شهادة التعليم المتوسط في عدد من المؤسسات بينما تحصلت مؤسسات أخرى على نتائج جد ضعيفة بلغت صفر بالمائة في اكماليتين محملا مسؤولية هذه النتيجة جد السيئة للمدراء والمفتشين الذين لا يزورون المؤسسات إلا نادرا والذين سيحاسبون كما قال على تهاونهم وسوء تسييرهم وهذا مقابل نسبة النجاح في امتحان شهادة التعليم المتوسط التي بلغت هذه السنة 49 بالمائة فيما وصلت نسبة الانتقال إلى السنة الأولى ثانوي إلى 68 بالمائة. ووعد المتحدث في هذا الإطار بتدعيم سلك التفتيش ب 400 منصب تضاف إلى 2400 منصب المتوفرة حاليا لسد العجز في هذا المجال والوقوف على سير العمل والحصول على النتائج المرضية وعدم تكرار النتائج السلبية التي تحققها بعض المؤسسات على غرار المؤسستين اللتين فشلتا في شهادة التعليم المتوسط حيث يجري تحقيق معمق لمعرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك. على صعيد آخر كشف وزير التربية الوطنية عن تخصيص 62 مليار سنتيم للمرحلة التحضيرية وتوفير الإمكانيات وتأثيث المؤسسات التربوية لاستقبال 433 ألف تلميذ العام المقبل، على أن يتم تعميم هذه المرحلة بعد ثلاث سنوات لتصبح هذه المرحلة إجبارية تدريجيا على كل طفل بلغ سن الرابعة ثم الثالثة كما هو معمول به في الدول المتقدمة. واعتبر ممثل الحكومة الدخول المدرسي القادم غير عادي كون الإصلاحات ستدخل مرحلة التسيير النوعي للمدارس التي ستستقبل ثمانية ملايين تلميذ منهم 4ملايين و200 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية، 4 ملايين و300 ألف في الإكمالي ومليون و60 تلميذ في الثانوي، وأعطى تعليمات للمدراء للعمل مع رؤساء البلديات لإحصاء جميع الذين بلغوا سن التمدرس وإدماجهم في المدارس، مؤكدا على ضرورة الالتزام بهذه النقطة مع بداية تطبيق القانون التوجيهي للتربية الذي يعاقب على حرمان الأبناء من التمدرس. وفي سياق متصل أعلن بن بوزيد عن تنظيم ندوة وطنية في نهاية أوت المقبل للتطرق للدخول المدرسي ومنها الكتاب الذي بلغ عدده 59 مليون كتاب جديد في كل الفروع، منها 156 عنوان، 151 منها مصحح ومنها الكتاب المجاني الذي بلغت قيمته هذا العام 650 مليار سنتيم ويتحصل عليه أكثر من 30 بالمئة من التلاميذ. من جهة أخرى اعترف بن بوزيد بأن الدخول المدرسي القادم سيكون صعبا بالنظر إلى عدد التلاميذ خاصة بالنسبة لتلاميذ الاكمالي الذين سيفوقون لأول مرة تلاميذ الابتدائي كونه أصبح يدوم أربع سنوات بدلا من ثلاثة ودعا المدراء إلى الانضباط والتحلي بالمسؤولية كل في ولايته واستغلال فرصة انعقاد الندوة الوطنية لمناقشة مختلف العراقيل والنقائص لحلها قبل إلتحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة في سبتمبر القادم، حيث ذكر المتحدث على هامش الندوة أن الدخول المدرسي الذي سيصادف شهر رمضان سوف لن يطرأ عليه أي تغيير وأن نتائج البكالوريا سيعلن عنها في العاشر جويلية القادم. يذكر أن الندوة التي تختتم اليوم تناولت عدة ملفات ذات علاقة بالدخول المدرسي خاصة ملف الكتاب المدرسي الذي خصص له يوما كاملا، كما نصبت سبع ورشات تجع المدراء ومراكز إعداد الكتاب وملفات أخرى ذات صلة بالإصلاح.