أكد أمس الباحث والخبير الدولي في علم المناخ السيد كمال مصطفى قارة أن التغيرات المناخية تشكل خطرا حقيقيا على الجزائر وافريقيا، حيث يعد الاحتباس الحراري مشكلة القرن التي تهدد الأمن الغذائي، البيئي والصحي للأجيال القادمة. وأضاف الخبير خلال ندوة صحفية نظمت بمنتدى المجاهد، عرض خلالها محتوى كتابه الذي صدر مؤخرا عن دارالنشر دحلب بعنوان »التهديد المناخي في الجزائر وافريقيا« والذي كتب مقدمته وزير تهيئة الاقليم والبيئة والسياحة، ان مؤلفه عبارة عن رسالة تحسيسية من أجل مواجهة خطر التغيرات المناخية، لاسيما في افريقيا والجزائر التي تعد بلدا منتجا للطاقة. وشرح مؤلف الكتاب أن زيادة نسبة الغازات الصناعية من أهم اسباب الاحتباس الحراري الذي تزداد درجته من سنة الى أخرى، الأمر الذي يجعل الانسان المسؤول الأول عن التغييرات المناخية، مشيرا إلى أن أكبر الكتل الجليدية بدأت تذوب، حيث فقد جبل كليمنجارو 82 منها، فيما لم يبق منها سوى 8 بجبال كانفا، كما تقلصت بحيرة تشاد بأكثر من 90 في المائة في حين تعد السهوب والهضاب العليا من أكثر المناطق تعرضا لتهديدات التغييرات المناخية في الجزائر. وعن تأثيرات مشكلة القرن، ذكر الخبير الدولي في علم المناخ أن الاحتباس الحراري الناجم عن زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون، يؤثر كثيرا على الشناطات الفلاحية، وعلى النظام البيئي الحيواني والنباتي. اضافة الى تكريسه لمشكل التصحر، وهي كلها أمور تؤثر على التنمية المستدامة، خاصة وأنها تعرض الدول الافريقية للأمراض، سوء التغذية والمجاعة وبالتالي ارتفاع نسبة الهجرة جراء تدهور الظروف المعيشية. والملفت ايضا هو أن التغير المناخي بات يحرم افريقيا من المشاريع الاستثمارية. ولمواجهة خطر الاحتباس الحراري، دعا نفس المتحدث الى وضع استراتيجية تقوم على استغلال التكنولوجيا الحديثة لاستغلال الطاقة الشمسية وضمان التوازن من حيث منسوب المياه بين الشمال والجنوب وكذا استغلال نهر الكونغو الذي يعد موردا هاما للمياه في افريقيا.