ستكون محافظة ديالى شمال شرق العاصمة العراقية بغداد المحطة القادمة في عمليات بسط السيطرة الأمنية للقوات النظامية على جميع مناطق البلاد. وكشفت مصادر أمنية عراقية امس، أن الجيش العراقي يستعد لشن اكبر عملية تمشيط في محافظة ديالى التي تعد آخر معاقل المقاومة العراقية بداية الشهر القادم . وقال مصدر امني عراقي رفض الكشف عن هويته أن "العملية جند لها اكثر من ثلاثين ألف عسكري وشرطي تم استقدامهم من مختلف المناطق العراقية الاخرى " بهدف تطهير محافظة ديالى من المتمردين وعناصر القاعدة والميليشيات الذين لا يزالون فيها". وقال مصدر عسكري أمريكي رفض الكشف عن هويته ان الجيش العراقي سيتولى مسؤولية تنفيذ العملية على ان يقتصر دور الجيش الأمريكي على المراقبة فقط. واكد انه في حال احتاجت القوات العراقية لاية مساعدة فسنقوم بتقديمها لهم. وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت منتصف الشهر الجاري عزمها على تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة ديالى والتركيز بشكل خاصة على مدينة بعقوبة عاصمة هذه المحافظة التي تقطنها اغلبية سنية بعد ان شهدت تصعيدا أمنيا لافتا ميزته عدة تفجيرات انتحارية بالسيارة الملغمة والاحزمة الناسفة. وكان الجنرال عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، اكد ان "هذه العملية ربما ستكون المحطة الأخيرة لقواتنا وكل الجهود والترتيبات تجري وستكون قواتنا جاهزة قريبا لهذه العملية". وكانت القوات العراقية شنت سلسلة من العمليات العسكرية بدعم من الجيش الأمريكي خلال الأشهر الماضية بمبرر تطهير الشوارع العراقية من كل مظاهر التسلح وفرض القانون. واستهدفت هذه العمليات عددا من محافظات جنوب البلاد مثل البصرة والعمارة والموصل في شماله إضافة إلى مدينة الصدر في العاصمة بغداد وأدت إلى سقوط مئات القتلى معظمهم من المدنيين. وتعتبر محافظة ديالى من أخطر المناطق في العراق لكونها تشكل معقلا لمقاتلي تنظيم القاعدة وتشهد بانتظام اعتداءات متتالية بسبب المواجهات العنيفة التي تقع يوميا بين عناصر تنظيم القاعدة وعناصر مجالس الصحوة التي أنشاها الجيش الأمريكي لمواجهة هذا التنظيم. وبنظر متتبعين فإن مهمة القوات العراقية لن تكون سهلة في هذه المحافظة حيث من المتوقع ان تواجه مقاومة عنيفة من قبل المنتمين الى تنظيم القاعدة الذين يرفضون الاحتلال الأمريكي في العراق.