تتواصل معاناة عشرات العائلات التي تقطن بدوار بن زيان بحي بن زرقة في بلدية برج الكيفان في محيط مفخخ بالمخاطر الصحية بسبب موقع بيوتهم القصديرية بجانب الوادي، الذي يشكّل أكبر الأخطار التي تهددهم، فالمجمع السكني لا يزال يحمل في طياته المعاناة من ويلات الإرهاب الذي افتك بالسكان لفترة طويلة من الزمن، الدوار المشكّل من عائلات تعيش أغلبها الفقر والحرمان، فمنها من فر نتيجة اللاّ أمن في ولايات ليست بعيدة عن العاصمة كولايتي البويرة والمدية وغيرهما، لتصطدم بمواجهة واقع مرير ميزه العيش في الأكواخ والقصدير، وما شابه ذلك في ظل غياب أدنى شروط العيش وسط ما يمثله القصدير من المعاناة ،وقد عبر لنا كل من التقيناهم من سكان الدوار عن استيائهم الكبير نتيجة عدم تمكنهم من الاستفادة من المشاريع السكنية بالجملة التي تعرفها بلديات شرق العاصمة والتي من شأنها التخفيف عنهم وتتواصل في ظل ذلك صرخات الاستنجاد ومناشدة السلطات للترحيل أو تحسين المعيشة حتى يمكن لهذه العائلات العيش بعيدا عن مرارة وضعهم المتردي نتيجة الإقامة في وسط يبعث على الخوف من كل الجوانب، فالبيوت التي يقطنونها ليس لها أية صلة بسكن لعائلة يتراوح عددها بين 4 و6 أفراد، ولم يعرف الدوار أي تحسن في الظروف رغم زيادة عدد سكانه مع مرور الوقت وتواصلت خاصة في العشرية الأخيرة، فارين من المناطق المعزولة بحثا عن الأماكن القريبة من المدن من أجل الأمن، وقد يخلف ذلك أمراضا تنتشر بسرعة بسبب ما تخلفه النفايات المتناثرة هنا وهناك، إضافة إلى تدفق قنوات الصرف، ما يتطلب تدخل السلطات لوضع حد لانتشار مثل هده البيوت القصديرية التي أصبحت تمثل واجهة شرق العاصمة في مختلف بلدياتها.