في وقت يواجه العالم أزمة تفشي كورونا وسط تدابير مشددة من عزل مدن ووقف لكل الأنشطة برا وبحرا وجوا، أظهرت دراسة حديثة أن طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية بدأت في التعافي والتئام الثقب. وظهر تعافي الأوزون في التغيرات الجوية حيث تدفق الهواء فوق سطح الأرض مسببًا الرياح التي تشهدها بعض البلدان حاليًا، بحسب ما نشر موقع "newscientist". وأوضحت الدراسة بأن طبقة الأوزون مستمرة في التعافي ولديها قدرة على التعافي بشكل كامل. وبحسب ورقة علمية، نُشِرت في مجلة Nature العلمية، ظهرت علامة على نجاح نادر في عكس الضرر البيئي، وتبين أن العمل العالمي المنسق يمكن أن يُحدث فارقا. درع واق ومعلوم أن طبقة الأوزون هي درع واقٍ في الغلاف الجوي الطبقي للأرض والتي تمتص معظم الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلينا من الشمس، وبدونها، يكون من المستحيل تقريبا لأي شيء أن يعيش على هذا الكوكب. فقد قامت أنتارا بانيرجي في جامعة كولورادو بولدر وزملاؤها، باستخدام البيانات من عمليات رصد الأقمار الصناعية بعمل محاكاة لأنماط الرياح المتغيرة المتعلقة بطبقة الأوزون، واتضح لها من خلال تلك المحاكاة استعادة طبقة الأوزون شفاءها. وتقول مؤلفة الدراسة، وهي زميل زائر للمعهد التعاوني لأبحاث العلوم البيئية (CIRES) في جامعة كولورادو بولدر الأميركية: "وجدنا علامات على تغيرات مناخية في نصف الكرة الجنوبي، وتحديدا في أنماط دوران الهواء". وأوضحت بانرجي أن "التيار النفاث في نصف الكرة الجنوبي كان يتحول تدريجيا نحو القطب الجنوبي في العقود الأخيرة من القرن العشرين بسبب استنفاد الأوزون"، لافتة إلى أن: "دراستنا وجدت أن الحركة توقفت منذ عام 2000 وربما تنعكس. وقد بدأ التوقف في الحركة في نفس الوقت الذي بدأ فيه ثقب الأوزون يتعافى". الأفضل منذ 2000 وأشارت: "بدأت انبعاثات المواد المسؤولة عن ثقب الأوزون – مركبات الكربون الكلورية فلورية – في الانخفاض بداية من عام 2000، بفضل بروتوكول مونتريال". وفي الماضي، تسبب الاستخدام البشري لمركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) – في حدوث مثل هذا الضرر الذي يهدد الحياة لطبقة الأوزون، وفي عام 1987 اعتمدت معاهدة دولية تسمى "بروتوكول مونتريال" لحظرها. وأضافت: "نحن نرى وقفة في التيار النفاث المتغير لأن هاتين القوتين في حالة توازن حاليا. قد يتغير ذلك في المستقبل عندما يتعافى الأوزون تماما ويستمر ثاني أكسيد الكربون في دفعه جنوبا". وتابعت أن طبقة الأوزون سوف تتعافى بسرعات مختلفة في أجزاء مختلفة من الغلاف الجوي، على سبيل المثال، من المتوقع أن تتعافى طبقة الأوزون إلى مستويات الثمانينيات بحلول عام 2030 في خطوط العرض الوسطى في نصف الكرة الشمالي، وبحلول 2050 في خطوط العرض الوسطى الجنوبية، كما تقول، في حين أن ثقب الأوزون في القطب الجنوبي قد يتعافى على الأرجح في وقت لاحق قليلًا في 2060.