ربما لا يوجد دورة في كأس العالم منذ انطلاق هذه الدورة لأول مرة في ثلاثينات القرن الماضي تم تسيسها كدورة كأس العالم في قطر، و الأمر لا يتعلق بالسياسة طبعا و الحديث عن حقوق الإنسان كما ذكر الفرنسيس و الإنجليز و الألمان، بل يتعلق بدولة عربية استطاعت تنظيم دورة ناجحة فاقت توقعات كل من راهن على فشل الدورة، و ما لم يكشف عنه الإعلام العربي هو الرضا التام للجماهير الأوروبية التي اثنت على التنظيم المحكم و الناجح لدولة قطر في تنظيم دورة كأس العالم 2022، بل حتى الجماهير الأوروبية في تصريحات لوسائل اعلام عربية رفضت تسييس رياضة كرة القدم و اعتبرت أن تواجدها في قطر هو لمشاهدة كرة القدم لا أكثر و لا أقل، و الصورة الأخرى التي أراد الإعلام الغربي هو انطباع الجماهير الغربية حول العرب، فالصورة النمطية عن تخلف الإنسان العربي الذي يتم دوما ربطه بالإبل و الخيمة و قمع النساء سقطت في الدوحة بعدما اكتشفت الجماهير ان الإعلام الغربي كان يحشوا الرؤوس بالأكاذيب و تزييف الحقائق، فما وجده المشجعين الألمان و الإنجليز و الفرنسيس لم يكن سوى حضارة عريقة و تقاليد و حسن ضيافة، لذا كان حجم الاستغراب كبيرا من قبل بعض المشجعين الأوروبيين من تصرف اعلامهم و فرقهم الكروية و الساسة في بلدانهم، حتى أن أحد الفرنسيين سجل فيديو سخر فيه من مراسل قناة فرنسية صرح انه منزعج من كثرة المساجد في قطر، ليرد عليه الشاب بسؤال، انت في بلاد إسلامية و من الطبيعي أن تجد المساجد، و انت تشبه ذلك الغبي الذي يستغرب من وجود الأشجار في الغابة، بينما سخر لاعب ألماني سابق من فريق بلاده معتبرا أن ألمانيا فقدت شرفها أمام دول العالم، متسائلا كيف لفريق ألماني يريد الحصول على كأس العالم كالرجال و هو يدافع عن قضية ليست لها علاقة بالرجال، و الاكيد ان العرب أعطوا درسا للدول الغربية ستحفظه أوروبا قاطبة . الوسوم قلم المسار محمد دلومي