انتهى العيد لدى الكثير من أفراد الشعب، وعليهم انتظار عام آخر من أجل تناول بعض اللحم، وسيمضون العام كله في شم الشواء كلما مروا من المطاعم، ورغم أن العيد لم يعد بتلك النكهة التي ألفناها إلا أنه مناسبة ليتراحم الناس فيما بينهم ويتهادوا بعضا من أضحية فيها كيلوغرامات قليلة من اللحم، وإن كان البعض عليه انتظار حول كامل حتى يتناول الحم، وبعضهم ربما ينتظر سنوات، فثمة من علية القوم يعيشون عيدا على مر العمر و ليس عليهم سوى انتظار ساعات قليلة من كل يوم حتى يتناولوا اللحم، لأنه سيكون على المائدة في الغداء والعشاء. فما الذي جعل الجزائري شقيق الجزائري الذي كان في مستوى واحد مع أخيه الجزائري تتفاوت بينهم المستويات بعد نصف قرن من الاستقلال ؟ بعدما كان الناس سواسية في ثورتهم مثل أسنان المشط، وبعد الاستقلال سقطت أسنان وبقيت أخرى تطل كأنها النوافذ، هو حال الجزائر اليوم، وبعدما كانت جزائر الشعب الواحد قبل 1962 هاهي تتحول إلى بلد المواطن من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية، وآخر من الدرجة الدنيا في القاع، للحد الذي أصبح فيه -على راي عادل إمام -" ناس عندها لحمة، تعزم ناس عندها لحمة" في الوقت الذي يقتات الناس الذين هم في الدرجة الدنيا في الذكرى ال 50 للاستقلال من المزابل، في انتظار أن يتكرم عليهم الناس لي عندها لحمه بقطعة لحمة كما يتكرمون على كلابهم في كل ليلة وليس في كل مناسبة .