ما أن تناقلت وسائل الاعلام الأنباء عن العملية التي وقعت ظهر امس في حافلة بقلب تل أبيب (تل الربيع) ووقوع عدد من القتلى والجرحى؛ حتى بدأت أجواء الفرحة والابتهاج تعم قطاع غزة من خلال توزيع الحلوى وإطلاق الرصاص بالهواء. وعاش سكان قطاع غزة ليلة صعبة من التصعيد الصهيوني وهم يرقبون الاعلان عن التهدئة حيث جاءهم الرد الصهيوني بتأجيل هذه التهدئة، واعتقدوا ان هذا التأجيل هو لكسب الوقت من قبل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لإيقاع المزيد من الضحايا. ومع تجدد الغارات صباح امس الاربعاء على قطاع غزة وارتفاع عدد الشهداء الى 150 شهيدا، حتى جاءت أنباء هذه العملية لتدخل الفرحة والسعادة على الفلسطينيين رغم علمهم ان الكيان لن تفوت هذه العملية، وسترد بعنف ولكن لسان حالهم كان ماذا سيفعل بنا اكثر من ذلك فنحن تحت النار والغارات. ويرى مراقبون ومحللون أن المقاومة الفلسطينية استطاعت نقل المعركة من قطاع غزة إلى قلب الكيان وتضرب في مكان حساس لتعيد إلى الاذهان العمليات التي كانت مطلع القرن الجاري وسقوط عشرات الصهاينة قبل امتلاك المقاومة الفلسطينية للصواريخ. ويرى اكرم سلامة الباحث في الشأن الصهيوني أن هناك تخبط اسرائيلي كبير وأن هناك اتهام من قبل الجمهور الصهيوني لنتنياهو بأنه هو من تسبب في وقوع مثل هذه العملية. وقال سلامة ل "قدس برس" أن الجمهور الصهيوني يتساءل "من أين جاء منفذ هذه العملية؟ ومن أين جاء بالقنبلة التي كان يحملها؟ وكيف وصل إلى قلب تل ابيب؟!". وأشار إلى أن الإجابة جاءت بأن الضغط في غزة جعل الانفجار يكون هناك في تل ابيب. واعتبر ان ظهور محمد ضيف القائد العام ل "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" وتوجيهه كلمة "يعتبر رسالة قوية إلى نتنياهو لم يفهما"، مؤكدا على أ، "هذا الرجل (محمد ضيف) يمتلك من الأوراق والوسائل الكثير". وأشار كذلك الى حديث حركة "حماس"، ورئيس مكتبها السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بأن كل الخيارات ستكون مفتوحة في حال رفضت اسرائيل التهدئة، "وهذا ما كان". ويرى الباحث في الشأن الصهيوني ان هناك أوراق كثيرة لازالت في يد المقاومة الفلسطينية وحركة "حماس" لم تستخدمها بعد، بينما نفدت كل الاوراق الصهيونية ونفد بنك الأهداف الصهيوني، وأن الكيان استخدم كل الاسلحة والأوراق لديها الامر الذي من شانه ان يقلب كل الموازين ويجعل ما كانت اسرائيل توافق عليه ترفضه "حماس".