الظاهر أن الرئيس المصري محمد مرسي الذي بدأ الحكم متواضعا، بدا يشعر بنعمة الكرسي لهذا أصدر بيانا جمهوريا من عدة نقاط أبرزها أن قراراته نافذة ولا ترد يعني حتى ولو كانت خاطئة، بمعنى أنه أرفع شأنا من الصحابة الذين كانوا أمراء ولكن حين يخطئون يتراجعون، وهكذا بكل تلك البساطة يتم التهام الثورة التي لم يخرج فيها مرسي ولا يوجد له فيها ولو صورة ولو صغيرة تظهره مع شباب التحرير وهو يهتف بسقوط مبارك، ولكن من غرائب المخابر الأمريكية أن تصنع ثوريا وتضعه رئيس حتى ولو من العدم، ولو لم يكن فيها حياء لصنعوا لمرسي صورا عن طريق الفوتوشوب وهو يتقدم المتظاهرين أيام مبارك، ولكن الخشية من الكذب منعت ذلك لأن الكل يعرف أن الرجل لم يشارك لا في مسيرة ولا في احتجاج على حكم مبارك ولم يفقد أحد أبنائه، وربما ستصنع له بعد سنوات، كما صنعوا لمبارك صورة البطل المصري صاحب أول طلعة جوية، وحتى حركة الإخوان التي يحكم باسمها التحقت بالثورة حين علمت أن القطار لن يتوقف، و استيقنت أكثر حين علمت أن الدوائر الكبرى في العالم رشحتها لتحمل المشعل حتى وان لم تكن هي من أشعلت هذا القبس، والظاهر أن الرئيس المصري لا يختلف كثيرا عن حسني مبارك سوى في لحية لدى الثاني وغائبة عن الأول، والدليل أن مرسي لا يري الناس سوى ما يرى، في انتظار أن ينتقل إلى أنا ربكم الأعلى .